التقارير والحوارات

كيف غيّر الحارس الأجنبي ملامح المنافسة في الملاعب السعودية؟

 

الكأس – مصطفى إبراهيم

أهمية الحارس الأجنبي في الدوري السعودي كبيرة جدًا، وقد أثبتت التجربة خلال السنوات الأخيرة أن وجوده أحدث نقلة نوعية في مستوى الحراسة والأداء الدفاعي للأندية. ويمكن تلخيص ذلك في النقاط التالية:

أولًا: رفع المستوى الفني

وجود حراس أجانب من مدارس أوروبية وأمريكية جنوبية ساهم في رفع جودة الأداء الدفاعي وتطوير مهارة التعامل مع الكرات العالية والتسديدات البعيدة.

الحارس الأجنبي يمتلك عادةً خبرة دولية وتجربة في بطولات قوية، ما ينعكس إيجابًا على أداء الفريق ككل.

ثانيًا: نقل الخبرة للحراس المحليين

الحراس السعوديون الشباب يتعلمون من الاحتكاك اليومي بالحراس الأجانب خلال التدريبات والمباريات.

بعض الأندية تستفيد من الحراس الأجانب كموجهين فنيين داخل الملعب، مما يساهم في تطوير جيل جديد من الحراس المحليين.

ثالثًا: عامل استقرار وثقة

الحارس الأجنبي غالبًا ما يتمتع بثقة عالية تحت الضغط، وهو ما تحتاجه الفرق التي تنافس على البطولات أو تسعى للبقاء في الدوري.

وجوده يمنح خط الدفاع استقرارًا وتنظيمًا أكبر، بفضل شخصيته القيادية وصوته المسموع داخل الملعب.

رابعًا: التأثير الاقتصادي والتنافسي

الأندية التي تمتلك حراسًا أجانب مميزين تقل أخطاؤها الدفاعية، ما يؤدي إلى نتائج أفضل ومراكز أعلى، وبالتالي مكافآت مالية أكبر.

كما أن تميز الحارس الأجنبي يرفع من جاذبية الدوري السعودي عالميًا، كونه يجذب جماهير ولاعبين من الخارج.

 

آراء فنية من الخبراء الوطنيين

المدرب الوطني ناجي الحمدان أكد أن وجود حراس أجانب محترفين بمستويات عالية يُعدّ الحل الأفضل لإضافة القوة المطلوبة لهذا المركز، الذي أصبح من أهم ركائز الفريق.
وأضاف: “هناك أندية لم تُوفَّق في تعاقداتها، فالحراس السعوديون الموجودون في بعض الفرق أفضل من الأجانب المتواضعين، ولهذا لا يمكن للحارس الأجنبي أن يضيف جديدًا إن لم يكن ذا مستوى عالٍ.”
وشدد على أن الحارس الأجنبي يجب أن يعكس الصورة الإيجابية الحقيقية ويكون عنصر تميز في دوري قوي مثل دوري روشن.

مدرب الحراس الوطني سعيد الخليفة يرى أن تجربة الحارس الأجنبي مفيدة وساعدت على تطور الحراس السعوديين، لكنه أوضح أن بعض الأندية استقدمت حراسًا أجانب محدودي الإمكانات فقط لأنهم “أجانب”، وليس لجودتهم الفعلية.
وقال: “مركز الحراسة هو الأهم، فإذا امتلكت حارسًا قويًا ومتمكنًا وقائدًا، فقد ضمنت نصف الفريق، وربما الفريق بأكمله. وجود الحارس الأجنبي الممتاز يساعد الحراس الوطنيين على الإبداع والتألق، لكن بشرط أن يمتلك النادي حراسًا محليين أكفاء.”

وأضاف: “أنا شخصيًا لا أؤيد استمرار الحارس الأجنبي في الأندية إلا إذا كانت هناك ندرة في الحراس السعوديين المميزين، لأن بعض الفرق تعاني بشدة عند إصابة حارسها الأجنبي لعدم وجود بديل محلي قوي.”

وأشار إلى أهمية دور مدربي الحراس في إبراز الحارس السعودي ومنحه الثقة ليكون مصدر قوة واطمئنان للفريق.

مدرب الحراس الوطني حمد العليان صنّف الحراس الحاليين في دوري روشن إلى ثلاث فئات:

الفئة الأولى (الممتازون): ياسين بونو، إدوارد ميندي، وكاستيلس حارس القادسية.

الفئة الثانية (جيد جدًا): رايكوفيتش حارس الاتحاد، موسكيرا حارس الفيحاء، بو ريان حارس الرياض، وغروهي حارس الشباب.

الفئة الثالثة (الجيدون): بقية الحراس في الدوري.

وأوضح العليان أنه لا يفضل استمرار الاعتماد على الحراس الأجانب، قائلاً: “غياب الحراس السعوديين المميزين عن المنتخب دليل على أن الأندية لم تمنحهم الفرصة الكافية للبروز.”

مدرب الحراس هاني العويض أكد أن التطور الكبير في دوري روشن واستقطاب النجوم العالميين جعل من الطبيعي أن تسعى الأندية لجلب حراس كبار يصنعون الفارق.
وقال: “وجود الحراس الأجانب المميزين إضافة كبيرة، لكن الأهم أن يستفيد منهم الحارس السعودي ويكسب الخبرة. ربما في المستقبل يتم الاستغناء عن الأجانب في هذا المركز عندما يصل الحراس السعوديون للمستوى المطلوب.”

الحارس الأجنبي أصبح جزءًا أساسيًا من معادلة النجاح في الكرة السعودية، لكنه في الوقت نفسه يشكل تحديًا أمام الأندية والمدربين لإعداد جيل سعودي قادر على حماية العرين بثقة وكفاءة، ليبقى شعار “الكرة السعودية في أيدٍ آمنة” واقعًا لا شعارًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com