ماجد الغامدي يكتب:”الخوف عدو القرارت”

الخوف هو العدو الخفي الذي يتسلل إلى عقول اللاعبين، يجمّد أقدامهم، ويشوّش قراراتهم داخل الملعب. عندما يلعب اللاعب بخوف، يصبح أسيرًا للنتيجة بدلًا من أن يكون قائدًا لأدائه. الخوف يجعل التمريرة الحاسمة تبدو مخاطرة، والتسديدة الجريئة تبدو مستحيلة. يتحول اللاعب من صانع قرار جريء إلى منفذ متردد، يخشى ارتكاب الأخطاء أكثر مما يسعى لتحقيق النجاح.
لكن الأثر لا يتوقف عند اللاعب الفرد فقط، بل يمتد إلى الفريق بأكمله. فريقٌ يلعب بخوف هو فريقٌ يفقد هويته. تمريراته تصبح أفقية لا عمودية، تحركاته دفاعية لا هجومية، ويصبح هدفه الوحيد تفادي الخسارة بدلًا من السعي للفوز. هذه العقلية تؤدي إلى أداء باهت، ومباراة تخلو من الإبداع، وغالبًا ما تكون نتيجتها مخيبة للآمال.
هنا يأتي دور المدرب والقائد، في تحويل دفة التفكير من الخوف إلى المتعة. علينا أن نعلّم اللاعبين أن كرة القدم ليست مجرد أرقام على لوحة النتائج، بل هي لحظات من الإبداع، الشغف، واللعب الحر. عندما يركز اللاعب على الاستمتاع باللعبة بدلًا من الخوف من الفشل، يصبح أكثر شجاعة في اتخاذ القرارات، وأكثر استعدادًا لتحمل المسؤولية.
الفوز مهم، لكن الأداء الممتع هو ما يصنع الفرق بين فريق يلعب بروح وفريق يلعب من أجل النتيجة فقط. عندما يلعب اللاعبون بحرية وثقة، فإنهم لا يكتفون فقط بترك بصمة على المباراة، بل يتركون أثرًا دائمًا في قلوب الجماهير. كرة القدم لعبة جميلة، وجمالها يكمن في الجرأة، الثقة، والمتعة. لذا، دعونا نحث لاعبينا على اللعب بشغف، لأن النتيجة ستأتي تلقائيًا عندما يكون الأداء ممتعًا.



