الخليج.. قصة إصرار وبناء يحصد ثماره هذا الموسم

الكأس – صادق العبدالله
يسير فريق نادي الخليج بخطى واثقة في منافسات الموسم الحالي من دوري روشن السعودي للمحترفين مقدماً عروضاً لافتة جعلت اسمه يتردد بإعجاب بين أوساط المتابعين والنقاد بعد أن ترسّخ حضوره في الدوري للموسم الثالث على التوالي متسلحاً بخبرة السنوات الماضية وبمشروع كروي متكامل يقوده جهاز فني مميز بقيادة المدرب اليوناني جورجيوس دونيس وإدارة عرفت كيف توازن بين الطموح والواقعية.
مشروع رياضي ناضج…..
ما يقدمه الخليج هذا الموسم ليس وليد الصدفة بل ثمرة عملٍ متواصل بدأ منذ صعوده مجدداً إلى دوري المحترفين قبل موسمين حين وضعت الإدارة بقيادة المهندس علاء الهمل ومعه الطاقم الإداري تحت إشراف الخبير محمود المطرود رؤية واضحة لبناء فريق منافس لا يعتمد على النجوم المؤقتين بل على هيكل متجانس يجمع بين الخبرة والحيوية ويدار بعقلية احترافية تضع الاستقرار أولاً.
الإدارة نجحت في الحفاظ على العناصر التي شكلت العمود الفقري للفريق في الموسم الماضي مع تدعيم الصفوف بصفقات نوعية أحدثت الفارق هذا الموسم من أبرزها المهاجم النرويجيجوشوا كينق الذي بات أحد أبرز هدافي الدوري والاسباني فرنانديز في خط الوسط إضافة إلى أسماء محلية قدمت نفسها بشكل لافت مما جعل الفريق يمتلك توازناً نادراً بين الدفاع والهجوم.
بصمة دونيس الواضحة…..
من جانبه يواصل المدرب دونيس تقديم نفسه كأحد أنجح المدربين في دوري روشن هذا الموسم بعد أن منح الخليج هوية فنية واضحة تقوم على التنظيم والانضباط التكتيكي.
يعتمد دونيس على أسلوب الضغط العالي والتحول السريع من الدفاع إلى الهجوم مع توظيف مثالي لإمكانات لاعبيه ما جعل الفريق يظهر بثقة أمام كبار الدوري ويحقق نتائج إيجابية في أكثر من مواجهة صعبة.
ولا يخفى على أحد الدور الكبير الذي لعبه في تطوير أداء اللاعبين السعوديين وإعطاء الفرصة للأسماء الشابة لتقديم أنفسهم في أجواء تنافسية قوية وهو ما انعكس على روح المجموعة وتماسكها داخل وخارج الملعب.
إشادة إعلامية وجماهيرية واسعة……
العروض القوية التي يقدمها الخليج لم تمر مرور الكرام على البرامج الرياضية والمحللين إذ نال الفريق إشادات واسعة في عدة منصات أبرزها برنامج “أكشن مع وليد” و”المنتصف” حيث أكد النقاد أن الخليج بات نموذجاً للفريق المنظم الذي ينافس بميزانية محدودة لكنه يحقق نتائج تفوق التوقعات.
كما أشاد المتابعون في مواقع التواصل الاجتماعي بالروح القتالية والانضباط العالي الذي يميز أداء الفريق معتبرين أن ما يقدمه الخليج يمثل “النسخة المثالية للفريق المتطور” الذي يعمل بصمت ويجني النتائج بتخطيط سليم.
استقرار إداري وتخطيط فني متوازن…..
وحتى بعد تغير الأشخاص واستلام الدكتور صادق الهويدي الاشراف على كرة القدم وبقيادة المهندس احمد اخريده إلا انه يحسب لإدارة الخليج أنها لم تنجرف خلف العاطفة في أصعب اللحظات وظلت متمسكة بخياراتها سواء على صعيد المدرب أو اللاعبين وهو ما منح الفريق استقراراً فنياً نادراً.
كما كان للجهاز الإداري دور بارز في خلق بيئة محفزة داخل النادي تقوم على مبدأ الانضباط والمكافأة على الأداء مما عزز من تلاحم المجموعة وثقتها بنفسها.
طموح يتجاوز البقاء……
لم يعد طموح الخليج هذا الموسم مقتصراً على ضمان البقاء في دوري المحترفين كما في المواسم الماضية بل أصبح التفكير منصبّاً على دخول المنطقة الدافئة وربما المنافسة على المراكز المتقدمة في جدول الترتيب في ظل المستويات المتصاعدة التي يقدمها الفريق جولة بعد أخرى.
ويبدو أن “الدانة” تمضي نحو موسم استثنائي يحمل عنوان الاستمرارية والطموح الهادئ مدعومة بجماهيرها الوفية التي لم تبخل بالدعم والمؤازرة في كل المباريات.
أخيراً ……
يمكن القول إن نادي الخليج يقدم هذا الموسم نموذجاً يحتذى في البناء الرياضي المتدرج ويثبت أن النجاح لا يتحقق بالصرف المادي فقط بل بالاستراتيجية والرؤية والعمل المستمر.
فما بين قيادة حكيمة ومدرب خبير ولاعبين يقاتلون بشغف يواصل الخليج كتابة فصله الجديد في مسيرة الحضور المشرف لدانة سيهات في دوري روشن السعودي.



