مقالات رأي

يحيى العمودي يكتب:”مدرب أم محرك معارك؟”

 

في كرة القدم الحديثة، لم يعد المدير الفني مجرد واضع تكتيك قبل المباراة، بل أصبح أشبه بـ”قائد أوركسترا” حي، يحرّك اللاعبين لحظة بلحظة، بإشارة، بكلمة، بورقة، بنظرة تفكّ رموز (الخوارزميات) المعقدة قبل أن تنفجر طرباً على العشب الأخضر.

توجيهات المدرب (الفاهم) على الخط هو انعكاس لفهم عميق للديناميكية اللحظية للمباراة، نرى أمثلة حية لذلك في الإسباني أرتيتا مدرب أرسنال الذي لا يهدأ لحظة، يتقدم حتى حافة المستطيل كمن يخوض المواجهة بنفسه، يوجه، يصرخ، يصفق، يهدئ، يُحفز، ولا يهدأ له بال.
وبينما يدير بيب غوارديولا اللقاء بعقله، فهو كذلك يُشارك بجسده، لا يُضيّع ثانية دون أن يتفاعل، يقرأ التمركز، ويُعيد رسمه بكلمة أو بإشارة، أثره لا يُقاس فقط بالألقاب، بل بقدرة لاعبيه على التحول الذهني والفني من لحظة لأخرى.

في المقابل كلنا شاهد برشلونة أمام الريال في الكلاسيكو الأخير وكيف كانت معاناته ومظهره الفني دون وجود مدربه القدير هانز فليك على الخط، فكان ظهور برشلونة مغايراً عن ظهوره المعتاد في جميع مباريات الكلاسيكو السابقة مع فليك.
لكن ما قيمة هذه التوجيهات؟
القيمة تكمن في:
التعديل اللحظي للخطة حسب سير اللعب وتحفيز اللاعبين نفسيًا عبر إشارات الدعم أو التصحيح، وإيصال تعليمات تكتيكية مباشرة لا يمكن انتظارها حتى استراحة ما بين الشوطين، ناهيك عن خلق حالة من (الحضور الذهني) للفرد كحالة خاصة وللفريق كمنظومة جماعية تشعرهم أن المدرب معهم في ظهرهم، يراقبهم ويدعمهم بالحد المعقول الذي لا يزيد عن حده ليصبح (هماً) و(قلقاً) يزيد من تأثرهم السلبي، لأن المدرب (الفاهم) يعرف كيف (يقرأ) اللعب، ومتى يستريح على كرسيه، ومتى تحين اللحظة المناسبة (للتدخل) والمقاتلة على الفوز من منطقته الفنية، وهذا بكل بساطة ما قدمه كونسيساو بـ(10) لاعبين في (ثالث) مباراة له، وما عجز عنه (بلان) والنصر يلعب بـ(10) لاعبين وهو العائد وبحوزته لقبان (دوري وكأس).

أضواء متفرقة،،

في إسبانيا،، فاز الريال (أخيراً) بعد طول انتظار، رغم وجود العديد من العوامل المؤثرة على أداء برشلونة من الغيابات والإيقافات، قد تبدو أنها مباراة عادية ومجرد (3) نقاط تَؤُول وتذهب لهذا وذاك، لكن ما حدث بعد نهاية المباراة جعلها مباراة (مميزة) وعلامة التمييز تركت أثراً وموقفاً في أذهان صغار (برشلونة) الذين لم يأمن مكرهم أباطرة منتخبات العالم، فماذا هم فاعلون بالريال في معقلهم في العاشر من مايو المقبل، وقبلها سنرى كيف ستؤول إليه الأمور وكيف ستكون الأحداث في اللقاء (المتوقع) المرتقب في حال تأهلهم لنهائي (السوبر الإسباني) في عروس البحر، مهد كرة القدم السعودية.

⁠أسبوع واحد، وستتجه أنظار الأمة الإسلامية قاطبة نحو الرياض حيث دورة ألعاب التضامن الإسلامي السادسة بمشاركة 3000 رياضي ورياضية من (57) دولة، فهل نحن جاهزون لاستقبالهم وضيافتهم؟ نعم وبقوة وبدون أدنى شك، هل نحن منافسون؟ هل لنا مقعد منتظر في المنصات؟ كلي ثقة، وإن ساورتني الشكوك، لكن الأماني حاضرة، والدعوات برفقتها، ونقول يا الله على بابك، ما خاب طلابك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com