مقالات رأي

خالد بن مرشد يكتب :”نقاش رياضي للبيع”

 

 

عندما يكون لدينا أثاث قديم متهالك أو سيارة انتهى عمرها الافتراضي، فمن الطبيعي أن نعرضها للبيع في السوق كسلعة مستعملة.
وبأسلوب طفولي بريء، تصف ابنتي جود ذات العشرة أعوام هذا النوع من الأشياء بعبارتها الشهيرة عندما تسمع حديثًا مملًا:
“سالفتكم لاقيتها في الحراج!”
وهذا الوصف البسيط يلخص حال بعض النقاشات الرياضية في عدد من البرامج اليوم.
للأسف، بعض الإعلاميين لم يحترموا أعمارهم ولا خبراتهم، ولم يحترموا عقول المشاهدين.
لم يدركوا بعد أن زمن الورق انتهى، وأن المعلومة أصبحت في متناول الجميع، وأن أصغر مشجع يمكنه كشف كذبتهم خلال دقيقتين فقط.
الكثير منهم يتفاخر بخبرته، وهي في الحقيقة مجرد رقم في السيرة الذاتية،
بينما لا يزال يعيش مرحلة “سنة أولى إعلام” ولم يتجاوزها بعد.
ما زلنا نرى برامج تستضيف إعلاميين بلا مؤهل، خدمهم الحظ والواسطة واللون، لا الكفاءة.
كان يفترض أن يكونوا صوتًا يخدم الوطن، لكنهم تحولوا إلى مهرجين على الشاشات، تُقتطع مقاطعهم لتُتداول في وسائل التواصل للسخرية، لا للإشادة.
وفي ظل هذا المشهد، ضاعت مساحة الرياضيين الحقيقيين — من لاعبين ومدربين وكتّاب مؤهلين — لأن الكراسي احتلها من لا يستحقها.
وفي كل مجال، لا سيما الإعلام، إن لم تطوّر نفسك وثقافتك ومعرفتك، فلن تجد لك مكانًا إلا بين من يشبهونك في ضعف الفكر وضيق الأفق.
خاتمة:
أعيدوا الفرص لأهلها، فالوطن يستحق أن يخدمه الأكفاء، لا من يبحثون عن الأضواء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com