مقالات رأي

ريما الرويلي تكتب:” مسؤولية صناعة الوعي والارتقاء بالثقافة الرياضية”

 

الرياضة في جوهرها، لغة عالمية تحمل رسالة نبيلة تجمع بين التنافس الشريف، تهذيب النفس، وبناء الأجساد والقيم. إنها سلوك حضاري يعزز الانضباط، الاحترام، والتعاون. لكن، للأسف، ما نشهده اليوم من مظاهر التعصب الرياضي يُفقد الرياضة المعنى العميق لها ، ويحولها من جسر للتقارب والتآلف إلى ساحة للجدل والخلاف. هنا تبرز المشكلة الحقيقية: أن بعض المراكز الإعلامية والأقلام المؤثرة لم تدرك بعد أن دورها يتجاوز مجرد إثارة المتابعين، بل يتمثل في صناعة وعي وثقافة رياضية راقية.
الإثارة الحقيقية لا تكمن في استخدام مفردات تثير التعصب أو تزرع الشحناء بين الشباب، بل في جودة الطرح، عمق التحليل، وإبراز الجوانب الإيجابية للرياضة. إن الإعلام الرياضي الواعي هو أساس بناء رياضة صحية ترتقي بالجمهور قبل أن ترتقي بالملعب. جيلنا اليوم يستحق محتوى ناضجًا يعلمه أن التنافس لا يلغي الاحترام، وأن اختلاف الميول لا يعني الإساءة. فالرياضة، حين تُقدَّم بوعي، تصبح أداة لتعزيز القيم النبيلة، لا وسيلة لتأجيج الانقسامات.
إن الرياضة لغة توحّد ولا تفرّق، تبني ولا تهدم. وإذا فقدت هذا المعنى، تحولت إلى عبء بدلاً من أن تكون متنفسًا للشباب. لذا، يقع على عاتق الجميع – إعلاميين، كتاب، وجمهور – مسؤولية نبذ التعصب والارتقاء بالوعي الرياضي. يجب أن تظل ملاعبنا مصدر فرح وفخر، لا منبرًا للتناحر والتعصب.
الكلمة أمانة، والتأثير الإعلامي مسؤولية كبيرة. ما يُطرح اليوم يصنع فكر وسلوك الغد. نحتاج إلى طرح واعٍ يرفع الذوق العام، يعزز الروح الرياضية، ويسهم في بناء مجتمع رياضي يحترم التنوع ويقدر المنافسة الشريفة. إن الإعلام الرياضي الواعي ليس مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل هو أداة لتشكيل ثقافة رياضية ترتقي بالجميع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com