مايكل فوزي يكتب:”الفريق الأسطوري”

دائمًا ما نسمع نحن عشّاق كرة القدم عن لفظ يُطلَق على بعض اللاعبين بأنهم “أساطير”. يقول المشجع عن لاعبه المفضل إن هذا اللاعب أسطوري. قد يكون فعلًا هذا اللاعب في خانة الأساطير، فمنهم من يكون أسطورة لنادٍ، ومنهم أسطورة لمنتخب، ومنهم أسطورة لقارّة، ومنهم أسطورة للعالم، ونادرًا منهم من يكون سقفًا للّعبة نفسها، وهم : كريستيانو رونالدو، ميسي، مارادونا، وبيليه.
ولكن هل تساءلت عزيزي القارئ عن لقب “الفريق الأسطورة”؟ نعم، قد تسمعه عن بعض فرق العالم بأن هذا الفريق أسطوري أو حتى هذا الجيل أسطوري. حدث ذلك كثيرًا مع منتخبات كجيل هولندا مع كرويف، أو حتى البرازيل، وعلى مستوى القارّات كجيل منتخب مصر مع حسن شحاتة، أو جيل المغرب الحالي مع وليد الركراكي.
وقد يكون فريقًا أسطوريًا مع الأندية كجيل مانشستر يونايتد عام 2008، أو جيل ميلان في تسعينات القرن الماضي، أو حتى جيل البايرن القوي، وفرقًا أسطورية في القارات كجيل الهلال السعودي الذي حقق المركز الثاني عالميًا في كأس العالم للأندية، وغيرهم من الفرق.
وقد يستعجب القارئ أنني لم أذكر فريق برشلونة بيب جوارديولا، وما ضمّه الفريق من لاعبين مثل إنييستا وتشافي وبوسكيتس، وعلى رأسهم ميسي، لأن هذا فريق مختلف عن كل الفرق، لأنه الفريق الذي لن يتكرر أبدًا.
ولكن السؤال: ما هي سمات الفريق الأسطوري؟ ومتى نطلق على الفريق لقب “فريق أسطوري”؟
قد تطلق لقب فريق أسطوري على فريق من خلال ما يمتلكه من أساطير وأسماء، دون النظر للنتائج والألقاب، وهذا حدث في جيل ريال مدريد بما يعرف بـ”الجلاكتيكوس”. أنت تتكلم عن فريق يمتلك زيدان، وبيكهام، ورونالدو الظاهرة، وروبرتو كارلوس، وراؤول وغيرهم. جيل أسطوري بالفعل، ولكن لم يحقق المرجو منه على مستوى النتائج والألقاب.
وقد تطلق لقب فريق أسطوري على فريق يقدم المتعة دون تحقيق أي لقب، مجرد كرة ممتعة بدون أي تتويج. وعندما نتذكر مثل هؤلاء يأتي إلى أذهاننا: منتخب هولندا مع يوهان كرويف عام 1974 الذي غير مفهوم كرة القدم، هزم الأرجنتين والبرازيل ولكن لم يحقق كأس العالم، وسُمي بـ“الملك غير المتوَّج”.
وأيضًا البرازيل عام 1982، المنتخب الأكثر متعة ولم يتوَّج بكأس العالم.
وهناك فرق أسطورية من حيث تحقيق النتائج دون أن تقدم أداءً ممتعًا أو حتى تضم لاعبين أساطير. وخير الأمثلة على ذلك جيل منتخب اليونان الذي حقق اليورو عام 2004 على حساب البرتغال المدججة بالنجوم، وأيضًا فريق بورتو مع جوزيه مورينيو الذي حقق دوري أبطال أوروبا على حساب فرق قوية وبدون أن يقدم المتعة.
وهناك فرق أسطورية تقدم الأداء الجماعي وتحقق الألقاب، يكون الفريق هو النجم. قد يكون هناك لاعب يصنع الفارق، ولكن حتى لو غاب يكمل الفريق مسيرته، كمانشستر سيتي بيب جوارديولا، وحتى بايرن ميونخ هانز فليك، وحتى ليفربول يورغن كلوب.
وهناك فرق أسطورية من حيث الاستمرارية، وعلى رأسهم مانشستر يونايتد مع السير أليكس فيرغسون، والميلان الكبير، وحتى يوفنتوس وما قدمه من هيمنة.
وفرق أسطورية من حيث عدد الألقاب، وأعتقد أن سيد هذا التصنيف هو ريال مدريد.
كل هذه الفرق أساطير وفرق ذهبية؛ منهم من تميز بالألقاب، ومنهم من تميز باللعب الجميل، ومنهم من تميز بالجماعية، ومنهم من تميز بالأسماء الرنانة.
ولكن عزيزي القارئ، هناك فريق وحيد جمع كل هذه الأشياء، وهو الفريق الذي لن يتكرر في عالم كرة القدم:
فريق برشلونة منذ العام 2009 وحتى 2015.
جمع المتعة فكان الأكثر إمتاعًا، والجماعية فكان الأكثر جماعية، والفرديات لأنه امتلك الأمهر، والأسماء الأسطورية لأنه امتلك الأفضل في التاريخ، والألقاب فسيطر عليها، والاستمرارية فأصبح المرجع الحقيقي للعبة.
نعم، كل ما ذكرناه عوامل تجعلك تقول إن هذا الفريق أسطوري وفقًا للتصنيف، ولكن يبقى برشلونة متفردًا بأنه الفريق الذي جمع كل شيء في تصنيفك للفرق الأسطورية.
فنحن محظوظون أننا عشنا واستمتعنا بهذا الجيل.



