حسين البراهيم يكتب:”استدعاء للقيادة”

يعرف الكثيرون مفهوم القيادة الإدارية، وتدرك الغالبية العظمى من هو القائد الفني (المدرب)، ولكن البعض قد يجهل دور القائد داخل أرضية الملعب، وأهميته وتأثيره في المجموعة، بغضّ النظر عن مستواه الفردي أو عطائه الفني والتكتيكي.
فهذا القائد قد يكون أقلّ مستوى من عشرةٍ من زملائه، لكنه أهمّهم حضوراً، لأنه يمنح الثقة لبقية اللاعبين ويزرع فيهم روح التماسك والمسؤولية.
ربما استغرب كثيرون استدعاء فابينيو إلى صفوف منتخب بلاده البرازيل رغم تقدّمه في السن وتراجع عطائه الفني، وتساءلوا عن الأسباب خلف ذلك.
لكن من يعرف سياسة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي يدرك جيداً أنه يعشق وجود هذه النوعية من اللاعبين أصحاب الخبرة إلى جانبه، لأنهم قادة حقيقيون داخل الملعب وخارجه، خصوصاً في وجود لاعبين شباب ينضمون حديثاً إلى صفوف راقصي السامبا.
وفي اعتقادي، فإن استدعاء فابينيو لم يكن بسبب تألقه اللافت مع نادي الاتحاد، بل لأسبابٍ أخرى تتعلق بدوره القيادي في أرض الميدان.
فوجود لاعبين يتميزون بالمهارة والفن أمرٌ ضروري، لكن وجود قائدٍ ميدانيٍّ مؤثر لا يقل أهمية، فهو بمثابة الأب الحاني لزملائه، يهدئ انفعالاتهم، ويضبط أعصابهم، ويشحذ هممهم في المباريات المهمة، ويرفع من معنوياتهم عند الحاجة.
وهذا تحديداً ما يحتاجه المنتخب البرازيلي اليوم: لاعب خبير يبلغ الرابعة والثلاثين من عمره، يمتلك شخصية قيادية قادرة على تحمّل المسؤولية الوطنية، وتقديم خلاصة تجربته الكروية في المرحلة الأخيرة من مسيرته.
ختاماً:
كل منتخبٍ حقق نجاحاتٍ حقيقية، كان أحد أسرار تفوقه وجود قائدٍ مؤثر في صفوفه.



