مقالات رأي

ياسر الهزيم يكتب:”جماهير الاتفاق.. صراع لا ينتهي”

 

في كل مرة يذكر فيها نادي الاتفاق لا يمكن تجاوز أولئك الذين يحملون شغفه في قلوبهم قبل أن يحملوه في المدرجات .. جماهير الاتفاق هذه الجماهير التي تشبه البحر في عمقها وهديرها لا تهدأ ولا تستسلم مهما تغير الزمن أو تبدلت الإدارات والنجوم .
منذ سنين طويلة وجماهير فارس الدهناء تخوض صراعا لا ينتهي صراع بين العشق والخذلان بين الأمل والواقع بين ذاكرة البطولات التي تروى بفخر وحاضر يراوح مكانه بين الصعود والإحباط هي جماهير لم تتخل يوما عن ناديها لكنها في الوقت نفسه لم تتوقف عن المطالبة بالتجديد والتصحيح لأنها تعلم أن الوفاء لا يعني الصمت وأن الحب الحقيقي لا يقاس بعدد الصيحات في المدرج بل بصدق الغيرة على الكيان .
لكن ما زاد من حدة الصراع مؤخرا هو الانقسام الداخلي بين جماهير الاتفاق نفسها فهناك من يرى في الإدارة الحالية طريقا للإصلاح والبناء الطويل بينما يرى آخرون أنها السبب في تراجع الطموح وتكرار الإخفاق ومع فقدان وسيلة التواصل المباشر بين هذه الجماهير وإدارة النادي أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي المتنفس الوحيد لهذه الجماهير للتعبير عن آرائها سواء بالمؤيدة أو المعارضة وهكذا تحولت المنصات الرقمية إلى ساحة مفتوحة للنقاشات الحادة والجدالات المستمرة بل أحيانا إلى معارك كلامية تبتعد عن روح الانتماء التي طالما ميزت الاتفاقيين .
باتت مواقع التواصل تضج يوميا بالآراء والمطالب وكل طرف يعبر عن قناعته من منطلق الحب والخوف على مستقبل الكيان ومع كل مباراة أو قرار إداري تتجدد المعركة الافتراضية وكأنها مباراة داخل المباراة .
مشهد مؤلم لأن الطرفين في النهاية ينتميان للنادي ذاته ويشجعان نفس الشعار لكن غياب الجسر بين الجماهير والإدارة جعل الخلاف يبدو وكأنه خصومة .

ورغم كل ذلك تبقى جماهير الاتفاق مختلفة لأنها تختلف من فرط حبها وتنتقد من شدة غيرتها هي جماهير تعرف جيدًا أن النادي أكبر من أي إدارة وأقدم من أي خلاف لذلك فإن الأمل لا يزال قائمًا بأن يتوحد الصوت من جديد خلف الكيان لا خلف الأشخاص .
إنها جماهير الاتفاق.. صراع لا ينتهي لكنه صراع نابع من الحب من الإخلاص ومن الرغبة في أن يرى الجميع ناديهم في المكان الذي يليق بتاريخه فقد يختلفون اليوم في الآراء لكنهم سيتفقون غدًا على أن الاتفاق يستحق الأفضل دائما وأبدا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com