تأهُّل الشاعر حمد محيا العيباني في الحلقة الثالثة من برنامج “شاعر المليون” بموسمه الثاني عشر

الكأس: مروة حسن
شهد مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي مساء أمس الثلاثاء منافساتٍ شعرية قوية خلال الحلقة الثالثة المباشرة من برنامج “شاعر المليون” في موسمه الثاني عشر، والذي تنتجه هيئة أبوظبي للتراث تحت شعار “قصيدنا واحد”، في إطار استراتيجيتها الرامية إلى صون التراث الأدبي والشعري وإبراز جماليات الشعر النبطي بوصفه مكوناً أصيلاً من هوية المنطقة وثقافتها.
ويُعد “شاعر المليون” البرنامج الأبرز على مستوى العالم العربي في مجال الشعر النبطي، إذ يواصل حضوره الاستثنائي في المشهد الثقافي والإعلامي، جامعاً نخبة من الشعراء ومحبي الأدب الشعبي في أجواء تنافسية رفيعة المستوى.
شهدت الحلقة التي بُثت مباشرة عبر قناتي “أبوظبي” و”بينونة” حضور معالي فارس خلف المزروعي رئيس هيئة أبوظبي للتراث، وسعادة عبدالله مبارك المهيري مدير عام الهيئة بالإنابة، وسعادة الدكتور خليفة مبارك الظاهري مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، وسعادة أحمد صالح الحميري نائب مدير الجامعة لقطاع التطوير والاستثمار، وعدد من المديرين التنفيذيين للقطاعات في الهيئة، إلى جانب عضوي اللجنة الاستشارية للبرنامج تركي المريخي وبدر صفوق، وجمع غفير من المسؤولين والشعراء والإعلاميين وعشاق الشعر النبطي.
وفي ختام المنافسة، أعلنت لجنة التحكيم المكونة من الدكتور سلطان العميمي والدكتور غسان الحسن وحمد السعيد تأهُّل الشاعر حمد محيا العيباني من الكويت إلى المرحلة التالية بعد حصوله على 48 درجة من أصل 50، فيما جاءت النتائج الأخرى على النحو الآتي:
فارس العامري السبيعي من الكويت 45 درجة، عمر العطاوي من السعودية 42 درجة، سعد عمر البقمي من السعودية ومبارك حميد من المملكة المتحدة 41 درجة، بينما حصلت مريم علي محمد اليامي من السعودية على 40 درجة.
وينتظر أن يتأهل اثنان من هؤلاء المتسابقين بتصويت الجمهور خلال الأسبوع الجاري عبر الموقع الإلكتروني والتطبيق الرسمي للبرنامج، الذي يتيح لعشاق الشعر دعم شعرائهم المفضلين لضمان استمرارهم في المنافسة.
وافتُتحت الحلقة، التي قدّمها الإعلاميان فيصل الجاسم وسلامة المهيري، بإعلان تأهُّل الشاعر عبدالرحمن القوس من السعودية إلى المرحلة التالية، بعد حصوله على 81 درجة من 100 في الحلقة السابقة، وهي مجموع درجات لجنة التحكيم وتصويت الجمهور.
وبدأت المنافسات مع المتسابق حمد محيا العيباني من الكويت الذي ألقى قصيدته “المحاورة”، فاعتبر الدكتور غسان الحسن أن موضوعها من الموضوعات النادرة في الشعر النبطي، إذ تناول فن المحاورة بأسلوب مبدع، متنقلاً بين رموز هذا الفن ومبدعيه بأسلوب تصويري متقن. وأشاد الدكتور سلطان العميمي بالوعي الشعري والثقافة الغنية التي حملتها القصيدة، مشيراً إلى أن كثافة المفردات جاءت منسجمة مع الجو العام للنص، بينما أثنى حمد السعيد على تمكن الشاعر من الابتعاد عن الرتابة والمباشرة، وقدرته على توظيف مفاتيح ذكية عززت إدراك المتلقي لمعاني القصيدة.
تلاه المتسابق سعد عمر البقمي من السعودية بقصيدته “سامريّة بحّار”، التي تناولت حياة الغوص بأسلوب بانورامي نادر في المسابقة. وأكد الدكتور سلطان العميمي أن الشاعر نجح في رسم مشهد شعري ثري بالصور الفنية، فيما أشاد حمد السعيد بقدرته على الانتقال بين المشاهد بسلاسة وتوظيف المفردات بدقة، ولفت الدكتور غسان الحسن إلى أن من جماليات القصيدة مقارنات الشاعر التي استحضرت عمق التراث العربي، على غرار ما تناوله المتنبي عن اغتراب العربي في “شعب بوان”.
أما المتسابق عمر العطاوي من السعودية فقدم قصيدته “دفين الصبر” التي حملت بعداً إنسانياً مؤثراً. وصفها حمد السعيد بأنها “معبّرة ومؤثرة”، مشيداً بجمال الأبيات وصدق الإحساس، فيما أثنى الدكتور غسان الحسن على صدق التجربة الذاتية التي جعلت القصيدة نابضة بالعاطفة والإبداع، وأكد الدكتور سلطان العميمي أن التجربة الإنسانية انعكست بعمق في النص بما حمله من رمزية وصور شعرية مبدعة.
وقدم المتسابق فارس العامري السبيعي من الكويت قصيدته “قبس من نور” التي وصفها الدكتور غسان الحسن بالجميلة المضيئة، وأشاد الدكتور سلطان العميمي ببنائها المتقن وتسلسل أفكارها، فيما وصفها حمد السعيد بأنها “قصيدة ناضجة ومليئة بالإبهار الشعري”، مشيداً بالشاعر الذي وصفه بـ”المذهل والمدهش”.
وألقى المتسابق مبارك حميد من المملكة المتحدة قصيدته “حسرة” التي تناول فيها وفاة والدته وحرمانه من وداعها. واعتبر الدكتور سلطان العميمي أن النص مؤلم وصادق في إحساسه، مؤكداً أن الفقد من أعقد المواضيع الشعرية، وأشاد حمد السعيد بعُمق الألم في النص وبشاعريته العالية، فيما رأى الدكتور غسان الحسن أن القصيدة مؤثرة وتحمل أبياتاً بالغة الجمال.
وكان ختام المنافسة مع المتسابقة مريم علي محمد اليامي من السعودية التي ألقت قصيدتها “الزواج التقليدي”، فنالت إعجاب لجنة التحكيم. وأشاد حمد السعيد بالحضور والإلقاء والتفاعل، مؤكداً أن القصيدة جسدت تجربة شخصية بصدق وعفوية، بينما أشاد الدكتور غسان الحسن بالصور الشعرية والتوظيفات الفنية في النص، واعتبر الدكتور سلطان العميمي أن موضوع القصيدة مهم ومعبّر، مشيراً إلى وجود أبيات تحمل ومضات شعرية وإضاءات تدل على موهبة قوية.
وفي سياق اهتمام البرنامج بتسليط الضوء على رموز الشعر النبطي، استضافت الحلقة الشاعر الكويتي ضاري البوقان، نجم الموسم السابع من “شاعر المليون”، الذي أكد أن الوقوف على مسرح شاطئ الراحة يمثل شرفاً واعتزازاً لكل شاعر، وقدم خلال الأمسية قصيدتين تفاعل معهما الجمهور بحرارة، في مشهد جسّد عشق الشعر وأصالته في النفوس.



