أسود الرافدين يحلمون بالعبور إلى الملحق العالمي والإمارات جاهزة للتحديات

الكأس- عدنان لفتة
صراع بالغ الأهمية يخوضه منتخبا العراق والإمارات في إياب الدور الخامس لتصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 عندما يتقابلان في ملعب البصرة عند السابعة من مساء اليوم الثلاثاء وسط رغبات عارمة للفريقين بخطف تذكرة المرور للملحق العالمي المقرر في المكسيك مارس المقبل.
المنتخبان أكملَا استعداداتهما للمواجهة بمسعى الفوز وعدم تكرار أخطاء مباراة الذهاب المنتهية بالتعادل بهدف واحد. مباراة الثلاثاء حاسمة لا تعادل فيها، ولابد من تسمية ممثل آسيا الأحق بالتنافس حتى الرمق الأخير بحثًا عن بلوغ المونديال المقبل.
المدربان غراهام أرنولد مع المنتخب العراقي ومدرب الإمارات كوزمين يواجهان ضغوطات لا حدود لها بين المديح والمجد في حال الفوز، والنقد والتقريع في حال الفشل وربما حتى إنهاء المهمة التدريبية.
ملعب البصرة الذي يتوقع أن يمتلئ بالكامل لم يسجل فوزًا عراقيًا برسم التصفيات منذ عام كامل بعد تعثرات الكويت والأردن وكوريا الجنوبية!
ماذا يخطط أرنولد؟
بعد التعادل بهدف واحد أمام الإمارات في أبو ظبي يوم الخميس الماضي، قال أرنولد إن: “المنتخب قطع نصف المشوار”، وإن 90 دقيقة تفصلهم عن التأهل في البصرة. بعد أن ركز على الضغط من البداية في المباراة لمنع الإمارات من امتلاك الكرة. ودعا الجماهير العراقية لحضور كبير (يأمل في حوالي 65 ألف متفرج في البصرة) لدعم الفريق.
في المقابل، حذر أولاريو كوزمين مدرب الإمارات لاعبيه من “العاصفة” المتوقعة في ملعب البصرة، وقال إنهم يجب أن يكونوا مستعدين نفسيًا وبدنيًا لهذه المواجهة. مؤكدًا أن منتخب الإمارات يحتاج إلى الشجاعة وإظهار قدرته تحت الضغط.
والسؤال: من ستكون الضغوطات مسلطة عليه أكثر؟ لا شك هو العراق، فلم يعد اللعب على الأرض وبين أوساط المشجعين ميزة راجحة، بل قد تكون مؤثرة سلبًا ضد المدرب واللاعبين، خاصة إذا عرفنا أن عقد المدرب الأسترالي أرنولد مشروط بالتأهل لكأس العالم 2026، أي أن التعاقد معه يمثل رهانًا كبيرًا من الاتحاد الذي لا يحظى بقبول العراقيين جراء الخيبات التي لاحقته تحديدًا في ملف التصفيات المونديالية والصراعات بين أعضائه بشكل غريب. هذا يوضح أن هناك ضغطًا كبيرًا على أرنولد من البداية من الاتحاد العراقي ليحقق النتائج.
أرنولد يحاول تهدئة الجميع وتخفيف القلق، لذا هو يطالب الجميع بالإيمان بقدرة أسود الرافدين على التأهل، وهو يعطي رسالة تحفيزية كبيرة للجماهير واللاعبين.
ضغوطات إماراتية
أولاريو كوزمين مدرب الإمارات لديه مسيرة مرصعة بالذهب مع الأندية الإماراتية (العين، الشارقة، وغيرهم)، وهذا يعطيه مصداقية كبيرة في ظروف محلية. وعقده مع المنتخب الإماراتي لمدة عامين، مما يعطي بعض الوقت لبناء مشروع وليس فقط دور مؤقت. لكن هذه المدة الزمنية قد تنتهي ويحكم عليها بالإلغاء بمجرد الإقصاء النهائي من تصفيات كأس العالم.
نجوم الإمارات هاجموا كوزمين بعد مباراة أبو ظبي، فقال أسامة الأميري وهو إعلامي إماراتي ومقدم برامج: حضرت الجماهير.. وغاب المدرب واللاعبون! فهو يشيد بالحضور الكبير للمشجعين لكن ينتقد عدم ظهور بصمات المدرب ولاعبيه في المباراة المقامة على أرضهم!!
وعلى الاتجاه ذاته تحدث المحلل في قنوات الكأس أحمد سعيد بقوله: فريق الإمارات كان أشباحًا أمام العراق، وهفوات دفاعية كثيرة كان يمكن أن يفوز فيها العراق بالأربعة. تصريح يعبر عن الاستياء لصورة منتخبهم بمواجهة العراق، ويختم النجم الكبير عبد الرحمن محمد بقوله: منتخبنا ليس جيدًا، ولولا الحارس خالد عيسى لخرجنا بنتيجة كارثية.
إشارات واضحة على مجريات جاء نصفها الأول عراقيًا تمامًا.
من يتفوق؟
أرنولد قاد منتخب أستراليا إلى مرحلة خروج المغلوب في كأس العالم 2022. قدرته على التأثير تعتمد كثيرًا على مدى استجابة اللاعبين، ولعل وصفه للشوط الأول من مباراة الإمارات تأكيد على ما ذهبنا إليه، فهو يقول: للمرة الأولى ينفذ اللاعبون ما أريد. وبرغم افتقاده لعلي الحمادي أفضل مهاجم في مباراة الإمارات وعدم جاهزية أيمن حسين بشكل تام، إلا أنه قد يدفع بمحمد جواد أو عمار محسن للمشاركة إلى جانب ميمي الذي يبقى رهانًا هجوميًا فائقًا يحتاج إلى قوته التهديفية القادرة على هز الشباك.
في المعسكر الإماراتي، أولاريو كوزمين لديه تاريخ طويل من النجاح في الأندية الخليجية (الإمارات، السعودية، قطر). وفاز بـ14 لقبًا رئيسيًا في الإمارات، منها عدة مرات الدوري الإماراتي. ورغم خبرته الكبيرة في الأندية، خبرته الدولية (مع المنتخبات) أقل مقارنة ببعض المدربين الدوليين الكبار.
أجواء البصرة
محافظة البصرة قررت تعطيل الدوام الرسمي اليوم دعمًا للجماهير وتشجيعًا للمنتخب العراقي في مباراته أمام نظيره الإماراتي، ولافتات الترحيب بالإمارات تزدحم في مختلف شوارع وساحات البصرة، بينما يرتدي مشجعو العراق فانيلات بيضاء كتب عليها: العراق يرحب بالإمارات.
ومدرب العراق أرنولد قال عشية المباراة:عقدنا العديد من الاجتماعات الذهنية، وأبلغت اللاعبين أن هذه المباراة تحتاج تركيزًا ذهنيًا عاليًا. كما طلبت منهم إبعاد كل المشتتات وأن ينسوا حتى عوائلهم لأن الفريق الآن هو الأولوية.
وفي النهاية، أتمنى من جماهيرنا أن تدعمنا بكل قوة، وأن تُصعِّب المهمة على منتخب الإمارات.



