مقالات رأي

نصير الزيدي يكتب:” الفئات السنية… رهان ناجح للمستقبل”

 

يقال إن التعلّم في الصغر كالنقش على الحجر، وهي مقولة نكررها كثيراً ونلمس حقيقتها في حياتنا اليومية. فكل مشروع ناجح – آنياً كان أو مستقبلياً – يبدأ من قاعدة متينة وحجر أساس راسخ. وفي الرياضة كما في غيرها: خذوهم صغاراً يصيروا أبطالاً.

نعاني في وطننا العربي من ندرة المواهب الجاهزة، فنلجأ إلى المحترفين أو المجنسين لتحقيق الإنجاز، بينما نغفل – أو نتغافل – عن حقيقة أن المواهب العربية الصغيرة موجودة بكثرة، لكنها تحتاج إلى ما يصقلها ويكشفها. كل ما تحتاجه هذه المواهب هو:
نظرة عميقة، تخطيط بعيد المدى، كشافون متخصصون، ومدربون محترفون يجيدون التعامل مع الفئات العمرية الصغيرة.

الأمثلة على نجاح الاستثمار في الفئات السنية كثيرة، ويكاد لا يسعها مقال واحد:

المنتخب الفرنسي المتوّج بكأس العالم 1998 كان ثمرة جيل شاب حصد كأس العالم للشباب قبل ذلك بسنوات.

منتخب السعودية المتأهل إلى مونديال 1994 اعتمد على جيل ناشئين توّج بكأس العالم للناشئين في اسكتلندا 1989.

منتخب العراق الفائز بكأس آسيا 2007 كان ثمرة جيل أولمبي حقق المركز الرابع في أثينا 2004.

التجربة اليابانية المبهرة بدأت من المدارس الابتدائية عبر برامج مدروسة وطويلة الأمد.

ورغم كل هذه الدروس، لا يزال كثيرون يبحثون عن اللاعب الجاهز مهما كان ثمنه، في وقت نعيش فيه وسط وفرة كبيرة من المواهب التي لا ينقصها سوى الاهتمام والبرامج الصحيحة.

دعونا نعمل… نخطّط… ونصبر.
دعونا نعلّم أبناءنا ونصقل مواهبهم لنقطف الثمار في المستقبل، ونفرح معهم بإنجازات تُصنع في ملاعب الناشئين قبل أن تظهر في ملاعب الكبار.

فالفئات السنية ليست خياراً إضافياً… بل هي الرهان الأكبر والأكثر نجاحاً لمستقبل الكرة العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com