مقالات رأي

أحمد الكاموخ بكتب:”لماذا لا نصنع أفلاماً عن أبطالنا الرياضيين؟”

 

في زمن تتسابق فيه الدراما والسينما السعودية لتناول كل جديد وكل قضية، يبقى هناك نوع واحد من الأبطال الحقيقيين لم يحصل على فيلمه أو مسلسله بعد: البطل الرياضي السعودي الذي رفع العلم الأخضر في محفل دولي كبير، في وقت كان مجرد الوصول إلى هناك إنجازاً تاريخياً.

نحن ننتج أفلاماً عن قصص حب معاصرة، وكوميديا اجتماعية، وشخصيات تاريخية بعيدة، وأحياناً عن أزمات نفسية وعلاقات عائلية. لكن الشاشة ما زالت خالية تماماً من الدراما التي تبدأ في ملعب ترابي بحي شعبي، وتنتهي على منصة تتويج عالمية، مروراً بلحظة تاريخية جعلت الملايين في البلد يقفزون فرحاً أو يبكون فخراً.

الرياضة ليست مجرد لعبة.
هي قصة إرادة، وتحدٍّ للواقع، وكسر للصورة النمطية، ورفع رأس أمة بأكملها في لحظة واحدة.
هي المادة الدرامية الأنقى: صعود من الصفر، عقبات تبدو مستحيلة، تضحيات شخصية، ونهاية تاريخية لا يمكن اختلاقها لأنها حدثت فعلاً.

في كل بلد يحترم تاريخه، تتحول اللحظات الرياضية الكبرى إلى أفلام ومسلسلات تُلهم الأجيال.
نحن نملك عشرات هذه اللحظات: أهداف هزت العالم، ميداليات أولى في تاريخنا، مشاركات نسائية كسرت حاجز المستحيل، تسلق لأعلى قمة على وجه الأرض، انتصارات في راليات تتحدى الموت.
كل واحدة من هذه اللحظات تستحق شاشتها الخاصة.

لكننا ما زلنا نخشى أن «الفيلم الرياضي ما يجيب جمهور».
بينما الجمهور نفسه هو من أوقف الشوارع احتفالاً بانتصارات حديثة، وهو من يعيد مشاهدة اللحظات القديمة مرات ومرات كلما مرت ذكراها.
الجمهور جاهز.
القصص موجودة وموثقة ومؤثرة.
يبقى فقط أن يقرر صانعو الدراما والسينما أن تخليد هؤلاء الأبطال ليس خياراً فنياً فحسب، بل واجب وطني وإبداعي.

حتى يحدث ذلك، سنظل نروي هذه الانتصارات لأولادنا شفهياً، أو نتركها لمقاطع قديمة على اليوتيوب.
وهذا أقل بكثير مما تستحقه لحظات جعلتنا نشعر، لمرة واحدة على الأقل، أن المستحيل ممكناً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com