حسن السلطان يكتب:” إقالة الشهري خطوة عبثية”

يحتدم النقاش هذه الأيام حول وضع نادي الاتفاق وضرورة التدخل الفني، لكن نظرة هادئة إلى جدول الدوري تكشف أن ترتيب الفريق لا يستدعي القلق أو التفكير في إقالة المدرب، فالاتفاق يقف في مركز منطقي قياسًا بما يملكه من عناصر ومستوى، بل إن أي تغيير في الجهاز الفني في هذا التوقيت لن يصنع الفارق، لأن المشكلة ليست في المدرب وحده.
ولعل أفضل مثال على ذلك نادي الاتحاد، الذي يضم نخبة من أبرز اللاعبين في الدوري، وعلى الرغم من امتلاكه أسماء عالمية وبكونه بطل الموسم الماضي، إلا أنه يمر بمرحلة صعبة ولم يستطع أي تغيّر فني أن يعيد له بريق، و هذا يؤكد أن تغيير المدرب ليس الحل السحري الذي يتوقعه البعض.
عندما ننظر إلى نادي الخليج، نجد أنه يقدّم مستويات ممتازة ويُشيد به الجميع، ومع ذلك لا يعكس رصيده النقطي حجم الأداء الكبير الذي يقدمه، وإذا علمنا أن الفارق بين الاتفاق والخليج نقطتان فقط، يتضح أن الأزمة ليست في المدربين بقدر ما هي في ظروف الموسم، جودة العناصر، والانسجام، إضافةً إلى مستوى المنافسة المتقلب.
من هنا يصبح الحديث عن إقالة المدرب سعد الشهري خطوة غير منطقية و عبثية، بل ومناقضة للعقلية الاحترافية، فالشهري يعمل ضمن منظومة تحتاج إلى وقت واستقرار، وأي قرار انفعالي سيعيد الفريق إلى نقطة الصفر، و الإقالة ليست الحل، بل الاستمرار ومنح الرجل الثقة هو الطريق الصحيح.
وإذا اعتمدنا على تقييم بعض الجماهير للتكتيك والمستوى، فمن باب أولى أن نقول- على سبيل المفارقة- إن المدرب جوزيه مورينيو ليس مدربًا جيدًا لأنه درّب عدة أندية ولم يكن أداؤه مثاليًا في كل محطة! هذا النوع من التقييمات السطحية يختزل العمل الفني في نتيجة مباراة أحيانًا أو مستوى مؤقت، ويتجاهل تراكم العمل والخطط طويلة المدى.
الاتفاق اليوم لا يحتاج إلى ثورة، بل يحتاج إلى استمرار، هدوء، وثقة، فالأندية التي تتسرع في تغيير مدربيها لا تحقق الاستقرار، ولا تقدم مشروعًا يمكن البناء عليه، وسعد الشهري أثبت في مراحل عديدة أنه مدرب يعرف كيف يعمل، وأن المشكلة لا تكمن فيه، بل في عناصر تحتاج وقتًا لتنسجم، وفريق يحتاج دعمًا شاملًا وليس فقط تغييرًا في الجهاز الفني.
إن الاستعجال في الإقالة قد يرضي فئة من الجماهير في لحظة غضب، لكنه لا يخدم مستقبل النادي، و الاستقرار هو الحل المطلوب، وسعد الشهري بالمنطق والواقع يستحق أن يُكمل مشروعه.



