الكأس – أمير البقالي
قدّم الأسترالي أوسكار بياستري عرضاً قوياً في التجربة الحرة الوحيدة لجائزة قطر الكبرى للفورمولا واحد، ليؤكد جاهزيته للمنافسة على اللقب العالمي بعد أن تفوّق على زميله في فريق مكلارين ومنافسه المباشر على البطولة لاندو نوريس، وذلك في يوم شهد تقارباً لافتاً في المستويات ومؤشرات جدية على سباقَين حاسمين ينتظران الجماهير في لوسيل.
وتمكّن بياستري من تسجيل أسرع لفة بزمن بلغ دقيقة و20.924 ثانية، مقدماً أداءً ثابتاً وسريعاً مكّنه من اعتلاء صدارة الترتيب رغم الفارق الضئيل الذي لم يتجاوز 0.058 ثانية عن نوريس، وفي اللحظات الأخيرة من الحصة خرج بياستري عن المسار في المنعطف الأخير، لكن سرعته السابقة بقيت كافية لضمان تفوقه، ما يعكس الثقة العالية التي يتمتع بها السائق الشاب في هذه المرحلة من الموسم.
وخلف ثنائي مكلارين، واصل المخضرم فرناندو ألونسو تألقه مع فريق أستون مارتن باحتلاله المركز الثالث، مستفيداً من خبرته الكبيرة على الحلبات السريعة.
أما كارلوس ساينز فقد حل رابعاً مع فريق وليامز، تلاه السائق الشاب إسحاق حجار خامساً بعد أداء لافت يؤكد استقراره وتطوره السريع.
في المقابل، واجه بطل العالم أربع مرات ماكس فرستابن، الفائز مرتين في قطر سابقاً، يوماً معقداً بعد أن اشتكى من اهتزازات مفاجئة في سيارته ومن شعور غير طبيعي في نظام التوجيه، ما انعكس مباشرة على سرعته ليكتفي بالمركز السادس، هذا التراجع يطرح تساؤلات حول قدرة فرستابن على مجاراة سرعة مكلارين في سباقَي السبرينت والرئيسي، خاصة في ظل اشتداد المنافسة في المراحل الختامية للموسم.
وما يزال لاندو نوريس متصدر الترتيب العام يملك أفضلية مهمة بفارق 24 نقطة عن بياستري وفرستابن، ما يعني أن حسم لقب البطولة قد يصبح ممكناً بالنسبة إليه يوم الأحد في حال جاءت نتائج سباقَي عطلة نهاية الأسبوع لصالحه، إلا أن تفوق بياستري في التجارب قد يشير إلى معركة داخلية محتدمة في مكلارين، خاصة مع تقلص الهامش الزمني بين السائقين بشكل ملحوظ.
وتكتسب جائزة قطر طابعاً استثنائياً هذا العام، إذ اقتصرت التجارب الحرة على حصة واحدة فقط، بينما خُصصت الفترة المسائية لإقامة التجارب التأهيلية الخاصة بسباق السرعة، والمقرر أن يمتد لمسافة 100 كيلومتر يوم غد السبت.
هذا التعديل في الجدول يضيف ضغطاً إضافياً على الفرق، التي تجد نفسها مضطرة لاستخلاص أكبر قدر من البيانات في وقت محدود قبل خوض سباق يمنح نقاطاً مهمة.
أما المراكز التالية فجاء فيها أليكس ألبون في المركز السابع، يليه شارل لوكلير في المركز الثامن والذي عبّر عن انزعاجه من توازن سيارته قائلاً عبر دائرة الاتصال “لا أشعر بأي شيء، الوضع محبط للغاية ولا أعرف أين توازن السيارة”.
ثم جاء لانس سترول في المركز التاسع وكيمي أنتونيلي عاشراً، فيما اكتفى لويس هاميلتون بالمركز الثاني عشر في يوم لم يبتسم كثيراً لسايق مرسيدس.
وتبعث نتائج هذه التجربة برسائل واضحة قبل انطلاق سباق السرعة، مكلارين في أفضل حالاته، فرستابن يواجه تحديات تقنية، والمشهد العام يميل إلى اشتعال المنافسة على اللقب أكثر من أي وقت مضى، ومع اقتراب موعد السرعة، يستعد الجمهور لسباق قصير سريع الوتيرة، قد يعيد ترتيب أوراق البطولة ويفتح الباب أمام مفاجآت ثقيلة قبل سباق الأحد الرئيسي.
