فواز الرويلي يكتب:” قضيتهم قميص النصر وليس رونالدو”

في كل مرة يسطع فيها نجم ارتدى قميص النصر، تتكرر الرواية ذاتها التي يعرفها كل متابع للكرة السعودية: هجوم وانتقاد عند وجوده في النصر، ثم مديح وثناء بعد مغادرته النادي. وبين ما حدث سابقاً مع عبدالرزاق حمدالله، وما يحدث اليوم مع كريستيانو رونالدو، تتضح الحقيقة بلا رتوش… المسألة ليست أداء ولا أرقام، بل حساسية تجاه كل ما هو أصفر.
عندما كان حمدالله لاعباً في النصر، لم يسلم من حملات الانتقاد. أهدافه كانت تُقلَّل، وأرقامه تُفسَّر بأنها “عادية”، وتألقه يُعتبر “نفخاً إعلامياً”.
لكن بمجرد خروجه من النصر، تغيّرت اللغة تماماً.
أصبح نفس اللاعب “سلاحاً هجومياً” و “هدافاً تاريخياً” و “رقماً لا يمكن تعويضه”.
اليوم يكرر البعض المشهد ذاته مع رونالدو.
يسجل هدفاً عالمياً بالباكورد، فيسرعون إلى مقارنة الهدف بأهداف قديمة وكأنهم يبحثون عن أي شيء يقلل من قيمته، فقط لأنه جاء بقميص النصر.
لو كان رونالدو في ريال مدريد أو اليوفي، لكان الهدف “أسطورياً”، ولتسابقوا في نشره.
لكن وجوده في النصر يجعل كل إبداعه مادة للهجوم والتشكيك.
المشكلة ليست في رونالدو… المشكلة في اللون الذي يمثله.
وقفة
عندما يتغيّر رأي الناس في اللاعب بمجرد تغيّر ناديه، فهذا لا يسمى نقداً رياضياً… بل موقفاً نفسياً.
فالهجوم على اللاعب في النصر ليس إلا محاولة غير مباشرة لضرب استقرار الفريق، وتقليل من قيمته، وهروب دائم من الاعتراف بقوة النادي الذي ينافسهم ويؤرقهم.
اللاعب ليس هو المتغير… المتغير هو شعورهم تجاه النصر نفسه.
لماذا يحدث ذلك؟
• حساسية المنافسة: كل نجم يعزز قوة النصر يتحول إلى “إزعاج” للبعض.
• التقليل من الإنجاز الأصفر: نجاح اللاعب يعني نجاح الفريق، وهذا ما يحاولون طمسه.
• الخوف من استمرار التفوق النصراوي: تألق النصر دائماً يخلق ردود فعل غير طبيعية لدى منافسيه.
خاتمة
ما يحدث مع رونالدو اليوم ليس إلا تكراراً لما حدث مع حمدالله بالأمس.
الهجوم في النصر… والمديح خارجه.
التشكيك وهو لاعب نصراوي… والتمجيد حين يغادر.
وتبقى الحقيقة ثابتة:
ليس هناك لاعب يتغير بين يوم وليلة، لكن هناك عيون لا ترى الجمال إذا كان لونه أصفر



