علي هبه يكتب:”كأس العرب .. أخر فرصة لسالم”

الاثنين تنطلق البطولة العربية في قطر، وسط أجواء رياضية مشحونة بالتوقعات، وبحضور جماهيري عربي ينتظر نسخة مختلفة من كأس العرب، نسخة قد لا تكون الأقوى من حيث الأسماء، لكنها بالتأكيد الأكثر قابلية للمفاجآت. فالغالبية من المنتخبات المشاركة إختارت الإعتماد على فرق رديفة أو تركيبة محلية وخصوصاً المنتخب المشاركة في البطولة الأفريقية مثل مصر والمغرب وتونس والجزائر ، الأمر الذي يفتح الباب واسعًا أمام منتخبات أخرى تمتلك عناصر أكثر جاهزية وانسجامً وهنا تبرز فرصة المنتخب السعودي بشكل أكبر .
من يشاهد تحضيرات المنتخبات يدرك أن البطولة هذه المرة ستسير في اتجاه مختلف. غياب الصف الأول عن عدة منتخبات عربية لا يعني بالضرورة تراجع المستوى، لكنه بلا شك يغيّر ميزان القوى. ومن حسن حظ كرة القدم السعودية أن “البديل” لديها ليس بديلًا بالمعنى التقليدي؛ فمع قوة دوري روشن وارتفاع مستوى اللاعبين المحليين، بات المنتخب السعودي قادرًا على تقديم فريق تنافسي حتى عندما يغيب بعض الأسماء الأبرز.
المنتخب السعودي يدخل البطولة من مجموعة تجمع بين مدارس كروية مختلفة، لكن المؤكد أن “الأخضر” يمتلك ما يكفي من خبرة البطولات، والانضباط، والوعي التكتيكي لفرض حضوره ، وإذا كان بعض المنافسين سيخوضون البطولة بصفوف منقوصة، فإن السعودية تمتلك اليوم فرصة ذهبية للذهاب بعيدًا — وربما العودة باللقب — شريطة ألا تبتعد عن أهم عناصر قوتها: التنظيم والانضباط داخل الملعب.
من المهم أيضًا الإشارة إلى أن مثل هذه البطولات، حتى عندما تُلعَب بالصف الثاني، غالبًا ما تصبح مساحة لولادة أسماء جديدة، وبناء شخصيات منتخبات قد تكون هي أساس الاستحقاقات القادمة. ولذلك، فإن النجاح السعودي في هذه النسخة لن يكون مجرد إنجاز آني، بل خطوة مهمة في رحلة البناء نحو المستقبل.
في النهاية، يبقى الطريق إلى اللقب مفتوحًا ، لكن ليس سهلاً ، فالبطولة العربية ستبقى دائمًا ساحة مشتعلة بالندية، مهما تغيّرت التشكيلات ويبقى السؤال: هل يستثمر “الأخضر” هذه النسخة التي فُتِح فيها الباب على مصراعيه للمنافسة؟



