مقالات رأي

علي حسين عبدالله يكتب:” تحطيم الأرقام القياسية”

 

** تنطلق الاثنين في دوحة العرب نسخة جديدة من بطولة كأس العرب، البطولة التي ولدت عام 1963 في لبنان، لكنها لم تعرف انتظامًا حقيقيًا في سنواتها الأولى. أقيمت ثلاث نسخ فقط في 1963 و1964 و1966، ثم اختفت لعقدين تقريبًا قبل أن تعود في 1985، ومع ذلك ظلّت بطولة متقطعة، بلا نظام ثابت أو اعتراف دولي. لكن قطر، كما اعتادت أن تفعل، أعادت الحياة إلى ما مات؛ فأعادت إطلاق البطولة بحلتها الحديثة عام 2021 بعد توقف دام تسع سنوات منذ نسخة السعودية 2012، لتدخل مرحلة جديدة تحت مظلة الفيفا، وبمشاركة كل المنتخبات العربية لأول مرة.

 

** ما بين 2021 و2025 تغيّرت البطولة وارتفع سقف طموحاتها. قطر تستضيف النسخة الحالية للمرة الثانية على التوالي، وبالعدد الكامل: 16 منتخبًا في نهائيات تُحاكي البطولات العالمية. ليست جديدة على قطر استضافة البطولات الكبرى؛ فهي البلد الذي استضاف كأس آسيا أربع مرات، وكأس الخليج، ودورة الألعاب الآسيوية 2006، وكأس العالم 2022، وبطولات الأندية العالمية، وكأس العالم للشباب 1995، وتستعد لاحتضان كأس العالم للناشئين 2025. سِجِلّ غني يؤكد أن قطر لا تختبر قدرتها، بل تُثبتها في كل مناسبة.

 

** هذا العام، تتزين البطولة بلمسة تراثية لافتة: التميمة الرسمية “جُحا”. اختيار هذه الشخصية الشعبية العريقة لم يكن عبثًا؛ فجُحا ليس مجرد رمز للطرائف، بل حامل لحكمة عربية تتوارثها الأجيال. وجوده كتعويذة للبطولة يضيف روحًا قصصية محببة، ويُرسّخ هوية الحدث كأكبر تجمع رياضي عربي بلمسة ثقافية أصيلة.

 

** البطولة تأتي أيضًا بجوائز مالية غير مسبوقة؛ إذ يتجاوز إجماليها 36.5 مليون دولار، مقارنة بـ25.5 مليون في نسخة 2021. يحصل كل منتخب على 715 ألف دولار، بينما ترتفع الأرقام تدريجيًا وصولًا إلى 7.155 مليون دولار لبطل العرب. حوافز كبيرة تعزز التنافسية وتمنح البطولة ثقلًا إضافيًا.

 

النجاح الأكبر حتى الآن يأتي من الجماهير؛ فمبيعات التذاكر تخطّت 700 ألف تذكرة قبل انطلاق البطولة، في مشهد يكرر بريق مونديال 2022، ويؤكد شغف العرب بلقاء بعضهم في دوحة العرب، حيث الشتاء الجميل وضيافة لا تُضاهى.

 

** ومع انطلاق البطولة اليوم، تتجه الأنظار إلى مواجهة الافتتاح بين قطر وفلسطين. المنتخب القطري يدخل البطولة بطموحات كبيرة ووسط توقعات جماهيرية عالية، بعد مستويات مبهرة في التصفيات المونديالية. لكن ضربة البداية ليست مجرد مباراة؛ إنها اختبار ذهني قبل أن تكون فنيًا. على العنابي أن يحذر من الحماس الكبير للمنتخب الفلسطيني، “الفدائي”، الذي يدخل كل بطولة بروح مقاتلة وقدرة على مفاجأة كبار القارة.

• آخر نقطة..

باختصار… البطولة وُلدت عربية، ونهضت قطرية، وتريد أن تبقى في القمة بالهوية والروح والتنظيم والأرقام القياسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com