الكرة العربية

النسور والفدائي على أعتاب ربع النهائي وخطر المغادرة يحدق بالقطري والتونسي

 

الكأس – يحيى السويد

في واحدة من أجمل وأقوى مباريات البطولة حتى الآن، انتهى الحوار السوري القطري بالتعادل الإيجابي بهدف لهدف، في ختام مباريات الجولة الثانية من المجموعة الأولى.
وكاد المنتخب السوري أن يكرر سيناريو مباراة تونس، لولا هدف السبق القطري الذي سجله البديل أحمد علاء في الدقيقة ٧٧.
وكان لانا أن يدفع ثمن الدفع بتشكيلة فيها خمس تغييرات جديدة، وكذلك عدم إشراك الثلاثي الذي تألق في المباراة الأولى منذ البداية، والحديث عن الصلخدي والأسود والأمين.

الشوط الأول شهد سيطرة كبيرة لأصحاب الأرض، وتفنّن لاعبو العنابي بإضاعة الفرص، عبر المناعي وهمام وطارق وحاتم، ولا ننسى تألق الحارس العملاق إلياس هدايا، ومن أمامه رباعي خط الظهر، خاصة أحمد فقا الذي أنقذ هدفاً عنابياً بأعجوبة.
وبلا مبرر لعب المنتخب السوري مدافعاً، لكنه أضاع فرصة خطيرة خاصة فرصة الخريبين، لينتهي الشوط الأول دون أن تهتز شباك المنتخبين.

بعد العودة من الاستراحة، ولأنه يعلم أن غير الفوز يطيح به، أطبق العنابي بكل قوة وحاصر المنتخب السوري بغية التسجيل، وكان له ما أراد برأسية رائعة للبديل أحمد علاء.
بعد الهدف واصل القطريون الهجوم وسط مبالغة السوريين بالتراجع، حتى تأتي نقطة التحول عندما أشرك لانا الصلخدي والأسود وسيكون أمين، ما أجبر القطريين على التراجع، حتى أن الصلخدي جرّ أكرم عفيف لتلقي بطاقة صفراء، خرج بسببها خوفاً من الطرد.
الضغط السوري المتأخر أثمر عن هدف جميل جداً في الدقيقة الأخيرة، عندما سدد الخريبين نجم المباراة صاروخاً انفجر في شباك البرشم.

— تأجيل الحسم :
تعادل المنتخبين وقبلهم فلسطين مع تونس، أجّل حسم المتأهلين بشكل رسمي إلى الجولة الأخيرة، بعد أن تساوى المنتخبان الفلسطيني والسوري على الصدارة بأربع نقاط لكل منهما، وهما سيلتقيان يوم الأحد القادم.
التعادل يذهب بكليهما إلى ربع النهائي، ويُخرج المنتخبين القطري والتونسي من دور المجموعات، وهما سيلتقيان في نفس الوقت، ولازال الأمل قائماً لدى المنتخبين.

وقال الإسباني يولين لوبيتيغي مدرب المنتخب القطري:
“لم نكن في المستوى رغم سيطرتنا على المباراة، لا أعرف ماذا حصل بعدما خلقنا الكثير من الفرص.
حاولنا تحقيق الفوز لآخر لحظة، ولا بديل عن الفوز في المباراة الأخيرة.
أعتذر للجماهير الكبيرة وهذه هي كرة القدم.”

وكشف لاعب المنتخب السوري عمر خريبين أن هدف التعادل في شباك منتخب قطر جاء نتيجة مجهود جماعي كبير وتعاون واضح بين جميع اللاعبين، مؤكّدًا أن المباراة كانت صعبة أمام خصم عنيد وقوي.
وأعرب عن سعادته بالهدف وجائزة نجم المباراة، مشدّدًا على أن ما تحقق هو ثمرة عمل جماعي وتكاتف داخل الملعب.
وأكد خريبين أن النقطة المحققة تمثل دفعة معنوية مهمة في مشوار الفريق، مشيرًا إلى عزمهم على تصحيح بعض الجوانب وتقديم أداء أفضل في المباريات المقبلة لإسعاد الجماهير السورية.

٢

ضربة البداية
لو جريت جري الوحوش!

علي حسين عبدالله

**ليلة أخرى من ليالي الكرة التي لا ترحم، خرج منها العنابي ايجابي أمام شقيقه السوري، تعادل بطعم الخسارة بعدما كان الفوز قريباً جداً، لكن الكرة — كالعادة — لا تعترف إلا بما يهز الشباك، ضاع الفوز وضاعت معه فرصة ثمينة للاقتراب من التأهّل، لكن الروح القطرية بقيت حاضرة حتى آخر ثانية.
نقولها بصدق: حظاً أوفر يالعنابي.. ولو جريت جري الوحوش غير رزقك ما تحوش.
**دخل العنابي المواجهة بروح قتالية واستحواذ واضح ورغبة في التعويض، خصوصاً بعد الانتفاضة التي قدّمها أمام شقيقه السوري. لكن المشهد الختامي تكرر هذه المرة بشكل أكثر تعقيداً؛ بعد الخسارة بنيران صديقة امام الفدائي الفلسطيني.
منتخبنا استحوذ وسيطر وصنع الفرص، وصل، هدد، لكنه لم ينجح في قتل المباراة حين كان يجب أن يفعل ذلك. وفي كرة القدم، من لا يسجل… يستقبل، وهذا ما حدث في لحظة غفلة كلفت المنتخب هدف التعادل بقذيفة المواس التي لا تصد ولا ترد، ليجد نفسه مجدداً أمام حسابات أكثر تعقيداً قبل المواجهة الختامية امام تونس.
**ورغم الغيابات المستمرة والإصابات التي أثّرت على نصف القائمة تقريباً، لا يمكن لأي منصف أن ينكر أن العنابي لعب بروح أبناء قطر، وقدم أداءً يستحق عليه الاحترام، لكنه افتقد تلك اللمسة الأخيرة التي تصنع الفارق. اليوم، يتعيّن على المنتخب أن يعيد ترتيب أوراقه سريعاً، لأن المشوار ما زال ممكناً، ولا مستحيل في كرة القدم لكن دون ترف إضاعة الفرص أو انتظار هدايا الآخرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com