سالم: مشاكل نسور قرطاج أعمق من الطرابلسي ومواجهة قطر صعبة

الكأس – طارق الأسلمي
أكد المدرب والمحلل الفني التونسي محمد سالم أن المنتخب التونسي يعاني منذ سنوات لأسباب متعددة يصعب اختصارها، موضحًا أن التأهل المتكرر إلى كأسَي العالم وإفريقيا حجب العديد من النقائص. وأضاف أن الكرة التونسية تراجعت بشكل واضح بسبب ضعف منظومة التكوين وغياب الكفاءات داخل الاتحاد والمدربين والمسؤولين، مشيرًا إلى أن المشهد الإعلامي الرياضي كان من أبرز أسباب هذا الانحدار بعدما تحوّل على حد قوله إلى أداة في أيدي الدخلاء والمتمعشين.
وقال في تصريح لصحيفة «الكأس» إن المنتخب التونسي يواجه مشكلات تكتيكية متكررة، منها سوء اختيار التشكيلة وطريقة التعامل مع مجريات المباريات. وتساءل مستغربًا: «كيف نلعب بثلاثي في محور الدفاع أمام سوريا ونُفرغ وسط الميدان؟»، مضيفًا أن المباراة الثانية شهدت تقدم المنتخب ثم تراجعًا بسبب تغييرات غير مفهومة سمحت للمنتخب الفلسطيني بالعودة وفرض أسلوبه ما جعل المنتخب التونسي يفقد هويته وقوته المعهودة.
وأوضح سالم أن مباراة قطر في ختام دور المجموعات ستكون صعبة على المنتخبين لأنها ستحسم مصير أحدهما، معتبرًا أن الصورة باتت أوضح للناخب الوطني من حيث التشكيل، لكنه غير متفائل طالما تستمر بعض الأسماء ذاتها في الظهور. وأشار إلى أن المنتخب القطري يبقى في المتناول ومستواه أقل من المنتخب الفلسطيني، مضيفًا أن البطولة كشفت محدودية العديد من اللاعبين باستثناء إسماعيل الغربي، الذي كان سيقدم أداءً أفضل لو لعب إلى جانب السخيري والمجبري والعاشوري وإلياس سعد.
وتابع أن الدوري التونسي متوسّط المستوى، وأن لاعبي الدوريات الخليجية يفتقدون النسق العالي، مشيرًا إلى أن مشكلات المنتخب التونسي أعمق من المدرب سامي الطرابلسي ومن مجرد الأداء والنتيجة، محمّلًا الإعلام الرياضي جزءًا كبيرًا من المسؤولية عن الوضع الحالي.
وحول تقييمه للمستوى الفني العام للبطولة، قال سالم إن الفوارق بين المنتخبات تكاد تكون معدومة، إذ نشهد مفاجآت متواصلة وتبخّرًا للتوقعات المسبقة، مثمنًا الأداء النديّ للمنتخبات المشاركة. كما وجّه شكرًا خاصًا للمنتخب الفلسطيني الذي تحدى الظروف والعراقيل وقدم كرة جميلة بانضباط وروح عالية.
وختم بقوله إن المنتخب الفلسطيني كان الأكثر إمتاعًا في البطولة حتى الآن، لكنه يرى أن المنتخب المغربي هو الأقرب للتتويج باللقب العربي نظرًا لقيمة لاعبيه ومستوى مدربه طارق السكتيوي، الذي وصفه بالمدرب المحترف وصاحب التكوين العالمي والبصمة الواضحة في المنتخب الأولمبي المغربي.



