مقالات رأي

حسين البراهيم يكتب:”سوريا وفلسطين في كأس العرب”

 

 

جاءت نتائج منتخبي سوريا وفلسطين في أول جولتين من كأس العرب مفاجئة ومبهرة في آن واحد، فقد قدّما أداءً قتاليًا مميزًا تجاوز التوقعات، ليصبحا بحق فرسَيِ الرهان والحصان الأسود للبطولة. وما حققاه لا ينتقص منه شيء، بل يُعد إنجازًا مضاعفًا إذا ما استحضرنا ما يمرّ به المنتخبان من ظروف سياسية واجتماعية واقتصادية قاسية.

لقد كانت الأنظار قبل انطلاق البطولة موجّهة أساسًا إلى المنتخبات المعروفة بقوتها وتاريخها، مثل: المغرب، تونس، الجزائر، مصر، السعودية، قطر، العراق وغيرها. لكنّ فلسطين وسوريا هما من خطفا الأضواء، ووجّها الأنظار نحوهما من خلال لعبهما الرجولي وروحهما الوثّابة، إذ حققا الفوز في مباراة، وتعادلا في أخرى، ليقتربا خطوة مهمة من التأهل إلى الدور الثاني.

ومن هذا المشهد تتجلى لنا حقيقة مهمة في كرة القدم: فليست المهارة وحدها هي طريق الانتصار. فكم من منتخب يملك المواهب والإمكانات الفنية العالية، وكم من منتخب لا يملك تلك المقومات، لكنه يعوّضها بروح قتالية عالية تجعل منه خصمًا صعبًا وندًّا قويًا، قادرًا على صناعة النتائج الكبيرة. وهذا ما نراه اليوم بوضوح مع منتخبي سوريا وفلسطين في “مونديال العرب”.

أما الدرس الآخر الذي قدّمه المنتخبان في هذه البطولة تحديدًا، فهو أنهما جعلا باقي المنتخبات تدخل المباريات بجدية أكبر، دون تهاون أو استرخاء، وهو ما رفع من مستوى المنافسة وزاد من قوة البطولة التي أراها استثنائية وفريدة بكل المقاييس.

ختامًا: إن ما يصنع الفارق حقًا، ويقود إلى الفوز، هو اللعب الجماعي وروح الرجولة داخل الملعب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com