التقارير والحوارات

الدوري القطري.. المصنع الحقيقي لتألق منتخب فلسطين في كأس العرب

 

 

الكأس – فادي حجازي

لم يأتِ بروز منتخب فلسطين في بطولة كأس العرب 2025، من فراغ، بل جاء نتيجة حضور قوي للاعبي “الفدائي” في الدوري القطري، الذي أصبح محطة صقل وتطوير رئيسية لهم، فالمنتخب اليوم يعتمد على هيكل أساسي يلعب بشكل أسبوعي في قطر، ويحتكّ بمستويات تدريب وتنظيم عالية، مما انعكس مباشرة على أدائه الجماعي وصلابته الفنية في البطولة.

ويقود هذا الهيكل الحارس المتألّق رامي حمادة الذي يواصل عروضه المميزة مع نادي المرخية، وخلفه خط دفاع “صاحب هوية قطرية”، يضم محمد صالح وعميد محاجنة مدافعي الريان، إضافة إلى ميلاد تيرمانيني مدافع الشمال، وعلى الجهة اليمنى يبرز مصعب البطاط ظهير نادي قطر، بينما يمنح الجناح المخضرم تامر صيام لاعب الشمال البُعد الهجومي المطلوب للمنتخب.

هذا الامتزاج بين الخبرة القطرية والهوية الفلسطينية خلق منتخبًا أكثر نضجًا، وأسرع في التحول، وكذلك أكثر قوة في التماسك الدفاعي.

*حمادة حارس الأمان*

الحارس رامي حمادة يقدم واحدًا من أفضل مواسمه، مستفيدًا من وجوده داخل نادي المرخية، حيث يواجه أنماط لعب متنوعة تمنحه ثباتًا وردود فعل قوية، إذ أن هدوءه تحت الضغط وثقته في التعامل مع الكرات الصعبة، كانا أحد أبرز أسرار صلابة الفدائي.

*خط دفاع يتعلم من مدرسة قطرية*

وكان لاحتراف رباعي الدفاع في أندية قطرية تأثير مباشر على قوة المنتخب في الفترة الأخيرة بشهادة الجميع.

ويقدم مصعب البطاط لاعب نادي قطر، نسخة عصرية من الظهير، بفضل سرعته الكبيرة في التحول وتغطيته الذكية على الجانب الأيمن، نتاج احتكاكه المستمر في الدوري القطري.

أما محمد صالح مدافع الريان، فيملك شخصية قيادية وخبرة كبيرة في التعامل مع مهاجمي الدرجات العليا، وهو ما انعكس في صلابته وقراءته الجيدة لمسار الهجمات.

وكذلك ميلاد تيرمانيني مدافع الشمال، الذي يمتاز بقوته في الكرات الهوائية، وقدرته على اللعب تحت الضغط ما جعله ركيزة أساسية، خصوصًا مع تطوره الواضح داخل قطر.

أما عميد محاجنة مدافع الريان، فيمزج بين السرعة والذكاء في التمركز، ويعد من أكثر اللاعبين ثباتًا بفضل بيئة التدريب الاحترافية التي يعيشها.

*صيام.. صوت الخبرة في الثلث الهجومي*

كذلك فإن وجود تامر صيام أضاف بُعدًا مهمًا للمنتخب، نظرا لظهوره الجيد في الملاعب القطرية، إذ يمتاز بالقراءة الممتازة لسرعة اللعب والتحولات، بجانب قدرته على صناعة الفارق في العمق والأطراف، ناهيك عن توازنه الكبير بين الواجبين الدفاعي والهجومي.

كما أن لمساته الحاسمة وإتزانه، جعلاه أحد أهم خيارات المدرب إيهاب أبو جزر، في بناء الهجمات وتثبيت شكل الفريق داخل الملعب.

*لماذا الدوري القطري تحديدًا؟*
يمتاز الدوري القطري بالعديد من الأمور التي جعلته وجهة للكثير من اللاعبين، الأمر الذي أسهم في تطور مستواهم.

1- مستوى احترافي عالٍ:

وجود لاعبين ومدربين عالميين رفع مستوى الاحتكاك وجودة التدريب.

2- مرافق عالمية وبرامج إعداد قوية:

ملاعب تدريب ومعسكرات بجودة دولية، تمنح اللاعبين بيئة احترافية متكاملة.

3- ضغط مباريات يصنع الشخصية:

المنافسة الأسبوعية تخلق لاعبين معتادين على اللعب تحت الضغط.

4- دعم قطر للكرة الفلسطينية:

المعسكرات المتكررة والفرص الاحترافية ساهمت في بناء جيل أكثر جاهزية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com