مقالات رأي

حسين الذكر يكتب :”يا مصر ..(البعدوية) لكأس العرب!”

 

صحيح أنّ بطولة كأس العرب تُقام خارج أيّام الفيفا، ولا مجال لمشاركة النجوم المحترفين في الدوريات الكبرى، وهو ما تضررت منه منتخبات مثل المغرب وتونس والجزائر ومصر لامتلاكها عدداً من اللاعبين الذين يشكلون أعمدة أساسية في أنديتهم هناك… لكن كان يفترض بالاتحادات العربية أن تُدرك أهمية موقع، وأثر، ومعنى بطولة كأس العرب التي تُقام تحت مظلة واعتراف الفيفا مباشرة، وأن أيامها وأرقامها معتمَدَة، فضلاً عن أنّ البطولة ليست للترفيه – كما يحاول البعض تبرير إخفاقاته – ولا لمجرد إسقاط الفرض أو التعبير عن الانتماء فحسب.

إنّ بطولة كأس العرب لها دلالة ومكانة، وهي فرصة كبرى للاتحادات المعنية ليس فقط لاكتشاف النجوم، بل لتأكيد نجاح سياسات الصناعة الكروية في بلدانهم. فبطولة بهذا الحجم الدولي، والرعاية الفيفوية، وتسليط الأضواء، والمنافسة، والمتابعة الإعلامية والجماهيرية التي بلغت أرقاماً قياسية في بطولة لم تصل بعد إلى محطتها النهائية؛ كل ذلك يعطي انطباعاً واضحاً بأنها بطولة مهمة، في قلب الحدث، بل وقادرة على صناعة الحدث ذاته.

إنّ الفهم الفلسفي للأحداث (البعدوية) هو الخلل الذي أصاب بعض العقليات، فباتت بعض المنتخبات تنظر من أعلى سلّم التصنيف الدولي للفيفا رقماً وليس معنى واحترافاً، مما أوقع اتحاداتها في المحظور… فغادرت منتخباتها مبكراً دون أن يكون لها حضور يليق بالبعد والمكانة التي تحظى بها بلدانها.

هنا كان الخطأ الآخر الذي ارتُكب بحق هذه الدول، التي جعلت من الدوحة 2025 محطة استراحة سياحية أو ميدان تجارب بعقلية مقلوبة، أدّت إلى ما أدّت إليه. وعلى الاتحادات المُخْفقة أن تتحمل مسؤولية ما سيقع عليها جراء الضغط الجماهيري.

لقد أصبحت الجماهير شريكاً أصيلاً في قيادة دفة كرة القدم في بلدانها، فلم تعد النوافذ مغلقة، ولا القرارات تُتخذ في غرفة ضيقة حول طاولة مستديرة. عالم العولمة غيّر القواعد، وعلى المسؤول أن يعي حجم وتأثير الجماهير الناطقة بلغة النقد الوجداني الصريح، فهي أول المتضررين من سوء النتائج وآخر المستفيدين، مما يجعلها حصان التغيير القادم في كل ما يتعلق بكرة القدم.

وائل جمعة، نجم الكرة المصرية ومدافعها الصلب، وأحد أركان التحليل في قناة بي إن سبورت، تحدّث بحسرة وغضب عن خروج مصر المبكر من البطولة. بل عدّها مفاجأة موجعة أن تغادر مصر دون فوز، وبنقطتين فقط، وبخسارة ثقيلة أمام الأردن المتألق في مشواره الأخير.

دعونا نستبطن بعض ما أوحى به وائل جمعة وما أوجعه:
“أتمنى أن يُحاسَب المسؤول عن الفشل، فمنذ سنوات لا أحد يُحاسِب المسؤولين الفاشلين، والجمهور وحده من يحزن. ينبغي محاسبة كل من شارك في هذه المهزلة، سواء عن قصد أو من دون قصد، لأن اسم مصر كبير جداً في كرة القدم العربية.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com