أحمد اليامي يكتب:”أغلى شعار!”

أغلى شعار !
شعار “المنتخب أولًا” لن يجعله بالفعل أولًا متى بقي يجري فقط على الألسن، ويتردَّد إعلاميًّا لذرِّ الرَّماد في العيون فحسب؛ فما لم يسكن هذا الشِّعار القلوب إيمانًا، والعقل والجوارح عملًا سيبقى مجرَّد شعار يتردَّد كطبيعة جُل الشِّعارات الرَّنانة في العالم التى يلجأ لها مطلقوها عادةً من أجل صرف النَّظر عن الأخطاء وجوانب القصور، أو كاعترافٍ ضمني بالعجز في إحداث التَّغيير الإيجابي، وهي حيلة اليائس البائس إنْ لم تلامس أرض الواقع، ولا أظنُّها ستلامسه …!
ستبقى جوفاء تُردَّد فقط في الهواء ..!
ليس كلُّ ربِّ أسرة يردِّد “البيت أولًا” يعي ذلك، ويقوم بواجبات أسرته على أكمل وجه، ويضع بيته وأسرته بالفعل نصب عينيه أولًا؛ فيعينه الله على تحقيق هذه الأولويَّة بكلِّ متطلباتها؛ فما بالكم بأسرةٍ أعظم، وعائلةٍ أكبر، ومسؤوليةٍ أعم ..؟!
المتتبِّع للمنتخب السُّعودي بعد مرحلة أحمد عيد وطارق كيال ومارفيك التي اتَّسمت بوضوح الصلاحيَّات وتحديدها، وبالشَّفافيَّة المغلَّفة بالحكمة إذْ جمعت هؤلاء الثلاثة ميزتان غاية في الأهميَّة هما الخبرة العريضة الثَّريَّة، وممارسة كرة القدم الممارسة الفعليَّة المثرية؛ فنجح مارفيك الذي كان يُعد حجر الزَّاوية في تلك المرحلة في إقامة عمود المنتخب الصَّلب .. المتتبِّع يلحظ جليًّا كميَّة التَّخبُّطات الإداريَّة والفنيَّة التي مرَّ بها الأخضر السُّعودي بعد تلك المرحلة والتي بلغت ذروتها مع الصَّادق ومانشيني حتَّى كلَّفت مرحلتهما منتخب الوطن العودة للوراء على جميع الأصعدة خطواتٍ هائلة، والتي لو قُدِّر للأخضر حينها أنْ يحمل مسؤوليته الأكفأ فنيًّا وإداريًّا لكان في وضعٍ أفضل ممَّا هو عليه الآن؛ فقد تفكَّكت روابط المنتخب النَّفسيَّة والانتمائيَّة، والانضباطيَّة والفنيَّة في هذه المرحلة بشكلٍ غير مسبوق عبر تاريخ المنتخب، والذي بدأ الآن مرحلة التَّشافي لكنَّها مرحلة تحتاج الكثير والكثير من العمل، والانتماء والوفاء، و (التَّكاتف)، لا الجفاء و (التَّناكف) ..!
المنتخب السُّعودي يجب أنْ يعود بطلًا لآسيا، ويتربَّع على عرشها ابتداءً من البطولة القادمة التي يستضيفها أعظم وطن وأغلى شعار، وهذه العودة المرجوة والواجبة يُفترض أنْ يُوضع حجر أساسها عبر مونديال أمريكا القادم !
خاتمة :
سيتربَّع المنتخب السُّعودي على عرش آسيا من جديد متى كان (أخضر) الهوى والهويَّة، والكل من حوله (أبيض) النيَّة ..!!!


