مقالات رأي

جاسم الياقوت يكتب:”سباق الشرقية الدولي السابع والعشرون… علامة مضيئة في تاريخ الشرقية ومسيرة الرياضة السعودية”

 

يأتي سباق الشرقية الدولي السابع والعشرون في المنطقة الشرقية ليعزز مسيرة ممتدة لأكثر من ربع قرن، مسيرة بدأت بفكرة بسيطة نابعة من إيمان عميق بأهمية الرياضة في خدمة الإنسان والمجتمع، وتحوّلت إلى حدث دولي يحتفى به سنويًا. وباعتباري أحد المؤسسين لهذا السباق، فإنني أرى في كل دورة جديدة شهادة جديدة على الاستدامة، وتأكيدًا على قدرة المبادرات الوطنية على التطور والازدهار عبر الزمن.

من مبادرة محلية إلى منصة دولية

انطلق السباق في سنواته الأولى كفعالية مجتمعية تهدف إلى نشر ثقافة الرياضة وتعزيز روح المشاركة والعمل الخيري. ومع مرور الأعوام وتوسع دائرة المشاركين والداعمين، نما الحدث ليصبح اليوم واحدًا من أبرز السباقات في المملكة والمنطقة، يجمع بين الرياضة والإنسانية ويجذب آلاف العدائين من داخل المملكة وخارجها، بمن فيهم العداؤون الدوليون والمقيمون في المنطقة الشرقية.

ويعد وصول السباق إلى نسخته السابعة والعشرين إنجازًا بحد ذاته، ورسالة واضحة بأن هذا الحدث لم يكن عابرًا، بل كان مشروعًا مؤسسيًا قادرًا على الاستمرار والتجدد، ليصبح علامة بارزة في تاريخ المنطقة الشرقية وتاريخ الرياضة وألعاب القوى في المملكة.

رعاية كريمة ودعم يعكس المكانة

يحظى السباق برعاية واهتمام كريمين من صاحب السمو أمير المنطقة الشرقية و سمو نائبه، إلى جانب دعم واسع من المسؤولين في الأجهزة الحكومية والأندية الرياضية والقطاع الخاص. وهذا الاهتمام الكبير يعكس أهمية السباق ودوره الرائد كحدث رياضي – ثقافي – اجتماعي يجمع كل فئات المجتمع تحت مظلة واحدة.

فالسباق اليوم ليس مجرد منافسة رياضية، بل هو احتفال مجتمعي شامل يعزز قيم العطاء، ويغرس مفاهيم النشاط البدني، ويقدم نموذجًا متكاملًا للفعاليات التي تخدم الإنسان قبل المنصة الرياضية.

انسجام مع رؤية المملكة 2030

يجسد السباق السابع والعشرون مبادئ رؤية المملكة 2030 التي جعلت من الرياضة عنصرًا أساسيًا في تحسين جودة الحياة، وتعزيز المشاركة المجتمعية، ورفع نسب ممارسي الرياضة في المجتمع. ومع مشاركة العدائين الدوليين والمقيمين، يعكس السباق أيضًا روح الانفتاح والتنوع التي تحتضنها المنطقة الشرقية.

إن استمرار هذا الحدث وتطوره دليل على أن الرياضة أصبحت ركيزة أساسية في المشهد الاجتماعي والثقافي في المملكة، وأن المبادرات المجتمعية حين تجد الدعم والإيمان الحقيقي برسالتها، تستطيع أن تحقق أثرًا مستدامًا.

شكر وتقدير لصناع النجاح

وفي هذا العام، لا يسعني إلا أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير للجنة المنظمة ولكافة العاملين والمتطوعين والرعاة والجهات الحكومية والخاصة التي أسهمت في نجاح السباق. فبجهودهم المتواصلة، استطاع السباق أن يحافظ على مكانته وأن يصل إلى الساحة الدولية، وأن يواصل أداء رسالته الرياضية والإنسانية.

إن سباق الجري الخيري الدولي السابع والعشرين ليس مجرد حدث… بل هو قصة نجاح وطنية، ومسيرة تعاون، وجسر يربط بين الرياضة والعمل الخيري، ويعكس الوجه المشرق للمنطقة الشرقية والمملكة بأسرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com