ألعاب مختلفة

تطور سباق الجري في الشرقية.. قصة نجاح سعودية من مبادرة خيرية إلى سباق دولي

 

 

الكأس- أحمد شحاتة

شهد سباق الجري الدولي في المنطقة الشرقية تطورًا مستمراً منذ انطلاقته الأولى قبل أكثر من سبعة وعشرين عامًا تحت مسمى “سباق الجري الخيري”، ليصبح اليوم واحدًا من أبرز الفعاليات الرياضية والمجتمعية على مستوى المملكة، وحدثًا دوليًا يحظى بمتابعة واسعة ورعاية رسمية وشعبية كبيرة.

انطلاقة تحمل روح الخير والعمل المجتمعي

بدأ السباق كمبادرة وطنية تستهدف دعم العمل الخيري ونشر ثقافة الرياضة بين أفراد المجتمع في المنطقة الشرقية. وفي نسخته الأولى، حظي السباق بترحيب واسع من الأهالي، وهو ما عكسه العنوان الذي تصدّر التغطية الصحفية في مجلة الشرق آنذاك “أهالي الشرقية يتنافسون في الخير”.

وتميّزت تلك المرحلة ببساطتها وصدق حماس المشاركين والمتطوعين الذين صنعوا اللبنة الأولى لفعالية استثنائية ستتجاوز حدود المنطقة وتتوسع عامًا بعد عام.

الحضور الإعلامي المبكر دعم انتشار السباق

كان للإعلام دور محوري في إبراز الحدث منذ أيامه الأولى، حيث شارك عدد من الإعلاميين في اللجنة الإعلامية للسباق، بقيادة الإعلامي الكبير الدكتور جاسم الياقوت، بما أسهم في تعزيز انتشار الفعالية وتوثيق تفاصيلها.

سنوات التوسع والاحترافية

وبمرور الوقت، بدأ السباق يشهد تطورًا نوعيًا على عدة مستويات، شمل زيادة كبيرة في عدد المشاركين سنويًا..

استحداث فئات عمرية ومسافات مختلفة لاستيعاب جميع الشرائح. .إدخال تقنيات حديثة للتسجيل والفرز والنتائج.

تنظيم مسارات أكثر احترافية تتماشى مع معايير السلامة الدولية. .توسيع نطاق الشراكات مع الجهات الحكومية والخاصة والقطاع الرياضي.

وقد مكّن هذا التطور السباق من التحول التدريجي من فعالية محلية إلى حدث تتسع رقعته كل عام، ويستقطب هواة الرياضة من داخل المملكة وخارجها.

الانتقال إلى العالمية بقيادة عبد العزيز التركي

شكلت قيادة الأستاذ عبد العزيز التركي للجنة العليا المنظمة للسباق منذ إنطلاقته في تطوير السباق ورفع معاييره إلى المستوى الدولي حيث نجح التركي المعروف بدوره المحوري في دعم الحركة الرياضية والعمل الاجتماعي في تطوير السباق ورفع معاييره إلى المستوى الدولي.

وتحت قيادته، تم: وضع رؤية استراتيجية واضحة للسباق. .. تطبيق معايير دولية معتمدة في ألعاب القوى..

تعزيز التعاون مع اتحادات محلية ودولية. . توسيع المشاركة لتشمل عدائين دوليين محترفين.

بناء هوية تنظيمية قوية للسباق على المستويين المحلي والدولي.

وأصبح السباق في هذه المرحلة واحدًا من أهم فعاليات الجري في المملكة، بل ومن أبرز الأحداث المجتمعية التي تجمع بين الرياضة والخير والثقافة.

انسجام مع رؤية المملكة 2030

ومع إطلاق رؤية المملكة 2030، وجد السباق موقعًا مثاليًا ضمن مسار تحسين جودة الحياة وزيادة ممارسة الرياضة.
فقد أصبح حدثًا رياضياً – ثقافياً – اجتماعياً يشارك فيه: عداؤون دوليون ومحليون. ..مقيمون من مختلف الجنسيات في المنطقة الشرقية. .طلاب مدارس وجامعات وأندية رياضية..مؤسسات حكومية وأهلية داعمة.

ويحظى السباق اليوم برعاية كريمة من صاحب السمو أمير المنطقة الشرقية و سمو نائبه، مما يعكس مكانته الرفيعة ودوره في دعم مجتمع رياضي صحي ومتفاعل.

حدث دولي متكامل

بحلول نسخته السابعة والعشرين، أصبح السباق:

فعالية عالمية تستقطب آلاف المشاركين.

منصة تعزز التلاحم المجتمعي وتعطي مساحة واسعة للعمل التطوعي.

حدثًا يمثل تاريخ المنطقة الشرقية الرياضي ويجسد تطور ألعاب القوى في المملكة.

نموذجًا للفعاليات المستدامة التي تنمو عامًا بعد آخر.

وفي الختام نستطيع القول أن تطور سباق الجري في الشرقية يعكس قصة نجاح سعودية بامتياز، بدأت بفكرة خيرية ، ونمت بالإيمان والعمل الجاد، وتحوّلت إلى حدث دولي يجمع بين الرياضة والخير والثقافة.
وما يزال السباق يواصل مسيرته ليكتب فصلًا جديدًا في تاريخ المنطقة الشرقية وتاريخ الرياضة في المملكة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com