الكأس – ياسر الهزيم
تعيش أندية المنطقة الشرقية تباينًا واضحًا في مستوياتها وأدائها خلال الجولات التسع الأولى من دوري روشن السعودي للمحترفين، حيث نجح بعضها في فرض حضوره بين الكبار، فيما لا يزال البعض الآخر يبحث عن طريق الاستقرار والعودة للمنافسة.
وخاضت أندية المنطقة الشرقية (القادسية، الخليج، الاتفاق، الفتح) 36 مباراة من أصل 162 مباراة أُقيمت خلال تسع جولات من دوري روشن السعودي للمحترفين، ونجحت في جمع 48 نقطة فقط من أصل 486 نقطة، وهو مجموع نقاط المباريات في الجولات التسع، كما سجلت هذه الأندية 61 هدفًا، في حين استقبلت شباكها 63 هدفًا، وتراوحت مراكزها في جدول الترتيب بين المركز الخامس والمركز السابع عشر.
القادسية.. ثبات ومركز متقدم
يواصل فريق القادسية تقديم عروض مميزة منذ عودته إلى دوري الأضواء الموسم الماضي، إذ يحتل هذا الموسم المركز الخامس بجدارة بعد أن جمع 17 نقطة من خمس حالات فوز وتعادلين وخسارتين، وذلك بعد سلسلة من النتائج الإيجابية والأداء المتوازن دفاعًا وهجومًا، حيث استطاع خط هجومه تسجيل 16 هدفًا، فيما استقبلت شباكه تسعة أهداف. ونجح الفريق، بقيادة جهازه الفني، في فرض أسلوبه واستثمار عناصره الشابة والمحترفة، ليؤكد أن ما قدمه من مستويات ونتائج مميزة الموسم المنصرم لم يكن محض صدفة، بل نتيجة عمل ومنهجية واضحة، وأنه منافس حقيقي هذا الموسم أيضًا.
الخليج.. حضور لافت وطموح متصاعد
أما الخليج فقد واصل تألقه اللافت منذ بداية الموسم، محققًا مركزًا متقدمًا في جدول الترتيب باحتلاله المركز السادس برصيد 14 نقطة، جمعها من أربع حالات فوز وتعادلين وثلاث خسائر، واستطاع تسجيل 22 هدفًا، في حين ولج مرماه 15 هدفًا. وتميز الفريق بالأداء الجماعي وروح الفريق العالية، اللذين شكّلا السلاح الأبرز له، حيث يقدم كرة حديثة ومتنوعة جعلته خصمًا صعبًا لأي منافس، ما جعل جماهيره تعيش حالة من التفاؤل، خاصة مع تطور الأداء المستمر من جولة إلى أخرى.
الاتفاق.. غياب التوازن وفقدان الهوية
على الجانب الآخر، يمر الاتفاق بفترة صعبة من حيث النتائج والاستقرار الفني، رغم حالة التفاؤل الكبيرة التي سادت الأجواء والبيت الاتفاقي قبل انطلاق الموسم. فالفريق، الذي يضم أسماء مميزة، لم ينجح حتى الآن في إيجاد التوليفة المناسبة، ما جعله يتراجع إلى المركز التاسع برصيد 12 نقطة، حصدها من ثلاثة انتصارات وثلاثة تعادلات وثلاث خسائر. وبعد أن سجل 13 هدفًا، استقبلت شباكه 18 هدفًا، حيث تبدو حالة عدم التوازن وفقدان الثقة واضحة على أداء اللاعبين، حتى وإن قدموا بعض المستويات الجيدة أحيانًا، لكن الجماهير ما زالت تنتظر ردة الفعل في الجولات المقبلة لاستعادة الفريق هيبته ومكانته بين المنافسين.
الفتح.. أداء جيد ونتائج مخيبة
فيما لا تزال معاناة الفتح مستمرة هذا الموسم، كنسخة كربونية من انطلاقته في الموسم الماضي، إذ يقبع حاليًا في المركز السابع عشر، رغم محاولاته المتكررة لتصحيح المسار. ورغم أن الفريق يقدم أحيانًا مستويات جيدة من حيث الأداء الميداني، إلا أن النتائج لا تعكس الجهد المبذول، وهو ما يضعه في موقف حرج مع جماهيره التي تنتظر انتفاضة حقيقية تنقذه من دوامة الخسائر. ولا يملك الفتح في رصيده سوى خمس نقاط، حصيلتها فوز واحد وتعادلان وست خسائر، سجل خلالها خط هجومه 10 أهداف، في حين استقبلت شباكه 21 هدفًا.
وبين طموحات القادسية والخليج في المنافسة، ومعاناة الاتفاق والفتح في البحث عن الاتزان، تبدو أندية الشرقية في مشهد متباين يعكس واقع الدوري هذا الموسم، حيث لا مكان للضمانات، وكل جولة تحمل معها مفاجآت جديدة قد تعيد رسم ملامح المنافسة.
