عندما يذكر اسم الصحفي العربي اللامع والأبرز عيسى بن عبد الله الجوكم تذكر معه على الفور جزئية المهنية العالية فهو صحفي من الزمن الجميل تتلمذ على أيدي عباقرة الصحفيين في عدة مدارس صحفية متنوعة ساهمت في صقل شخصيته الصحفية وأبرزتها بصورة متكاملة جعلته يقف على قمة الهرم الصحفي في المملكة العربية السعودية وكل دول الخليج العربي فالأستاذ عيسى الجوكم عرف منذ أن كان محرراً ميدانياً يعمل في عدد من المطبوعات الرياضية المتخصصة والشاملة عرف بالتفاني والمثابرة والطموح الذي هو بلا حدود حيث تزاملنا معه في تلك الفترة النضرة من عصر الإعلام السعودي المقروء ولذلك لم يكن مستغرباً أن يختصر المسافات في سنوات تعد على أصابع اليدين ليقف بقامته المديدة على قمة الهرم في القسم الرياضي بجريدة اليوم والذي شهد على يديه منذ عهد أستاذ الجيل الإعلامي الرمز محمد البكر حيث شهد القسم على يديه اكبر طفرة صحفية في تاريخ جريدة اليوم منذ تأسيسها وحتى يومنا هذا حيث أصبح ملحق الميدان الرياضي ينافس كل الإصدارات الرياضية المتخصصة بل ويتفوق عليها في كثير من الأوقات وكل ذلك يعود لجهد الأستاذ عيسي الجوكم وتضحياته وأفكاره المستقبلية التي قادت ملحق الميدان الرياضي لهذا التفوق الذي جعله ينافس نفسه بنفسه وغير متأثر بالهجمة الإلكترونية للصحف التي تعدت حاجز العشرين مطبوعة إلكترونية تكتب الخبر في حينه وتسبق به الصحف الورقية إلا أن ذلك لم ينقص من مكانة ملحق الميدان الرياضي في نفوس قرائه ومتابعيه الذين ظلوا يرتبطون بالميدان الرياضي ارتباط السوار بالمعصم لسبب وجيه ومقنع وهو أنهم يجدوا في الميدان الرياضي المادة الرياضية المتفردة والسبق الصحفي المتميز بجانب التصريحات النارية والحوارات التي تشبع نهم القارئ للمادة الصحفية الاكثر جمالا واناقة وتبويباً واخراجاً ….
الجوكم مدرسة مفتوحة
من اهم مزايا الاعلامي المخضرم عيسى الجوكم تميزه بفتح ابواب الميدان الرياضي لكل ناشئة الاعلام الرياضي حيث جبل على استقطاب الوجوه الواعدة من الاعلاميين العاشقين لمهنة المتاعب، وفتح ابواب الميدان الرياضي امامهم لينهلوا من تجارب الاستاذ عيسى الجوكم والاستفادة من خبرته التراكمية الطويلة حيث لا يبخل بالنصح والارشاد ومد يد العون لكل الناشئة حتى يشبوا عن الطوق ويتدرجوا في سلالم المجد الإعلامي عتبة عتبة بالدرجة التي وصل فيها البعض الى اعلى المراتب في عدد من الاصدارات الرياضية الاخرى ولو اردنا ان نعدد اسماء المحررين الذين تخرجوا من مدرسة الاستاذ عيسى الجوكم في جريدة اليوم واخذوا مواقعهم في المطبوعات الاخرى لاحتجنا لمجلدات وصحائف للحصر والاعداد..
الجوكم الصحفي الشامل
تفرد الاستاذ عيسى الجوكم كاعلامي عربي متميز لا يقتصر على الكلمة المكتوبة وحدها بل هو يجسد الشمولية الصحفية في اسمى معانيها بتواجده الفاعل في القنوات الفضائية كمحلل لا يشق له غبار في قناة mbc طرف الاستاذ مصطفى الآغا في برنامجه الناجح صدى الملاعب حيث يشكل الجوكم قاسم مشترك ضمن طاقم المحللين المخضرمين في البرنامج منذ سنين عديدة يقدم خلالها التحليل العلمي المدروس في قالب رياضي متنوع من حلقة الى اخرى اكسبته احترام الشارع الرياضي العربي والخليجي والآسيوي بجانب تواجده في عدد من القنوات السعودية الرياضية الاخرى كمحلل رياضي له جماهيريته وعشاق تحليلاته الرياضية التي تشخص الواقع بتجرد وامانة ونكران ذات.
أخيراً
وأخيراً جداً حري بنا أن تقول بأن بقاء الاستاذ عيسى الجوكم لثلاثة عقود من عمر الزمان كرئيس للقسم الرياضي في جريدة اليوم لم يأتِ من فراغ بل هو نتاج لعمل مهني شامل ومتكامل اجبر كل رؤساء التحرير المتعاقبين على مجلس إدارة جريدة اليوم، على الابقاء على الاستاذ عيسى الجوكم على قمة الهرم في القسم الرياضي فهو الرئيس الوحيد الذي تعدّى حاجز ربع القرن رئيساً للقسم فيما اقتصرت الفترات التي ترأس فيها صديق جمال الليل وعبد الله العتيبي ومبارك الدوسري وعبد الله فرحة، على السنوات الخمس أو الأربع مما يدل على طول الباع والنفس الطويل عند الاستاذ عيسى الجوكم والذي جعله يتربع على رئاسة القسم كل تلك السنوات متحملاً كل المتاعب في مهنة المتاعب لرجل يدير قسم متعدد المراحل والأوجه والقسمات.
