باريس سان جيرمان… أما آن لسيزيف أن يرتاح
الكأس – رمزي بن طاهر
باريس سان جيرمان هذا الفريق الفرنسي العملاق… غول كرة اليد الفرنسية وكبيرها منذ عشر سنوات وتحديدًا منذ بيع الفريق للقوة الإستثمارية البارز وهي جهاز قطر للإستثمار وتحديدًا فى يونيو 2012.
النادي الفرنسي الذي لم يكن له شأن كبير يُذكر قبل سنة 2012 باستثناء احتلال الفريق للمرتبة الثانية في الدوري سنة 1995 و كان يسمى حينها PSG ASNIÈRES ثم بلوغه للدور النهائي لكأس فرنسا وهزيمته أمام مونبيلييه ثم كان اللقب الأول والأخير الذي حققه الفريق قبل 2012 بتتويجه بلقب كأس فرنسا على حساب فريق AIX-EN-PROVENCE سنة 2007.
وفي أعقاب موسم 2008-2009 نزل الفريق للدرجة الثانية الفرنسية وكان يُسمى في ذلك الوقت PARIS HANDBALL، إلا أنه وانطلاقًا من موسم 2012-2013 وخاصةً منذ قدوم المستثمر القطري قام الفريق طيلة سنوات بدعم صفوفه بعدة انتدابات قوية من خلال استقطاب نجوم اللعبة في فرنسا والعالم على غرار النجم الفرنسي LUC ABALO وقائد المنتخب الفرنسي DIDIER DINART و النجم الكبير NIKOLA KARABATIC ونجم المنتخب الدنماركي MIKKEL HANSEN وغيرهم من النجوم الذين غيروا وجه الفريق وفرضوا سيطرته على الدوري الفرنسي طيلة سنوات عديدة بإحرازه لتسعة ألقاب دوري منها ثمانية تواليًا منذ سنة 2013.
وبلغت ميزانية الفريق أرقامًا فلكية (بمقاييس كرة اليد طبعًا) حيث قاربت الـ 18 مليون أورو لحساب الموسم الماضي بعيدًا عن أقرب منافسيه فريق نانت ب7,9 مليون أورو و مونبيلييه ب 7,8 مليون أورو وبلغت جملة مصاريف النادي منذ قدوم المستثمر القطري قرابة 180 مليون أورو وهي أرقام كبيرة في عالم كرة اليد.
وقد مكّنت تلك الإستثمارات الكبيرة الفريق من السيطرة على المنافسات المحلية الفرنسية بشكل كاد يقتل روح المنافسة، إلا أن ذلك لم يشفع للفريق للسيطرة أو حتى لفرض ذاته بشكل واضح على المستوى الأوروبي حيث لم يبلغ النهائي الأوروبي إلا مرة واحدة سنة 2017 واكتفى بالفوز بالنهائي الصغير واحتلال المرتبة الثالثة 4 مرات وذلك سنوات 2016-2018-2020-2021 وانسحب هذا الموسم من على أعتاب الفاينل فور أمام العملاق الألماني كييل في الدور الربع النهائي للمسابقة.
هذا الإخفاق الرياضي الكبير على المستوى الأوروبي دفع بعديد اللاعبين من نجوم الفريق لمغادرته في شكل “هروب جماعي” بعد قرار كل من ميكال هانسن ونديم رميلي و وبونوا كينكود وبدرجة أقل نيكولا كاراباتيتش مغادرة الفريق والإلتحاق بفرق أوروبية قادرة على التتويج بدوري أبطال أوروبا على غرار كيلسي البولندي الذي سيلتحق به انطلاقًا من الموسم المقبل كلًا من نديم الرميلي وبونوا كونكود مع حديث عن التحاق النجم الهولندي لباريس سان جرمان لوك ستانس بالفريق.
كما أختار النجم الدنماركي ميكال هانسن الإلتحاق بفريق آلبورغ الدنماركي في سعيه لاختتام مسيرته كلاعب بلقب أوروبي غاب عنه مع فريق العاصمة الفرنسية منذ التحاقه به سنة 2012خاصة مع التدعيمات الكبيرة التي قام بها العملاق الدنماركي.
خسائر كبيرة سيشهدها الفريق على مستوى نجومه و لاعبيه المميزين خلال الموسم القادم قد لا تؤثر كثيرًا على سيطرته على كرة اليد الفرنسية باعتبار الفوارق الكبيرة على المستوى المالي مع بقية الفرق ولكن قد تؤثر بشكل كبير على طموحات الفريق في المنافسة على لقب دوري أبطال أوروبا خصوصًا مع ما تشهده بقية الفرق الأوروبية من مخططات للتطوير وطموحات للسيطرة.
ليصبح بالتالي الغموض سيد الموقف حول مستقبل فريق سيطر بالطول والعرض على كرة اليد الفرنسية بفضل قوة مالية جبارة ولكن كانت دائما ما تخونه التفاصيل وأشياء أخرى لقول كلمته أوروبيا ولمغازلة حسناء أوروبية تمنّعت عنه طيلة سنوات رغم كل الأموال التي صُرفت لجعله في ثوب الفرسان.
ليبقى PSG فارس الدوري الفرنسي دون منازع، فارسًا أوروبيًا دون سيف ودرع، فارسًا بلا جواد.
و تقول الأسطورة أن آلهة الإغريق، حكمت على سيزييف أن يدحرج حجراً من سفح الجبل حتى قمته، وكلما وصل ،سقط منه الحجر متدحرجاً إلى الأسفل ثانية، ليعاود مرة أخرى الفعل نفسه دونما نهاية، إلى أبد الآبدين.
أما آن لسيزيف أن يرتاح ؟