النّجمة يقسو على مضر ويحقّق “النّجمة” السّادسة

الكأس – رمزي بن طاهر
تصوير – هاني الضامن
حقّق النّجمة البحريني لقب بطولة الخليج للأندية ال36 لكرة اليد، التي احتضنتها الكويت من 4 إلى 12 يونيو بعد فوزه العريض أمام نادي مضر السّعودي بنتيجة 39-24 في مباراة انطلقت في نصف شوطها الأول من جانب النّجمة بدفاع 6-0 ضاغط وموجه على لاعب مضر الظّهير الأيمن التّونسي أمين بنور باعتبار تركز اللعب الهجومي لمضر على الجهة اليمنى وبدرجة أقل لاعب الدّائرة حسن الجنبي، ونجح النّجمة البحريني من خلال هذا الرّسم التّكتيكي الدّفاعي في تحجيم القوة الهجوميّة لمضر.
أما في الدّفاع فقد اعتمد نادي مضر على الرّسم التّكتيكي المعتاد 4-2، ليتحول في بعض الأحيان ل3-3 من أجل تكثيف الضّغط على الهجوم البحريني، الذي نجح في فك شفرة هذا الدّفاع من خلال التّنشيط الهجومي المميّز من حسين الصياد، الذي أجاد استغلال الفراغات في دفاع مضر سواء من خلال الاختراقات أو فتح المساحات للأظهرة وخاصة الفرنسي نيوكاس ولاعب الدّائرة علي عيد.
في الهجوم كان من الواضح التّسرع الكبير للاعبي مضر وعدم استغلاله للنقص العددي الذي لعب به فريق النّجمة في عدّة مرّات، حيث تعرّض في الشّوط الأول ل6 حالات استبعاد بدقيقتين بما يعني أن الفريق لعب منقوصا لمدّة 12 دقيقة منه، إلا أن لاعبي مضر لم ينجحوا في استغلال هذا النّقص بل على العكس من ذلك، فقد ارتكبوا الكثير من الأخطاء الفنّيّة المباشرة بلغت بنهاية الشّوط الأول 8 أخطاء والغريب أن خمسة منها كانت بشكل متتالي، وهو ما منع الفريق من العودة في النّتيجة وتقليص الفارق الذي وصل أحيانا ل6 أهداف.
ورغم عودة فريق مضر في المباراة في أواخر الشّوط الأول بعد تمكّنه من إيجاد الحلول عن طريق لاعب الدّائرة حسين الجنبي، وكذلك الظّهير الأيمن التّونسي بنور، الذي استغلّ الفراغات في الدّفاع البحريني جراء الاستبعادات، إلا أن ذلك لم يشفع للفريق من أجل تقليص الفارق لينتهي بتقدم واضح للنجمة 18-12 وسط تألّق كبير لحارسهم محمد عبد الحسين وغياب كلي للحارس الجّزائري عبد المالك سلاحجي الذي لم تتجاوز نسبة تصدّياته 20٪ بتصدّيه ل4 من أصل 20 محاولة على المرمى.
مع بداية الشٍوط الثّاني تواصلت السّيطرة الهجومية لفريق النّجمة من خلال التّنويع في الحلول، سواء بالتّسديد من خارج منطقة السّتة أمتار، أو من خلال اللعب على الأجنحة وكذلك من خلال استغلال الفراغات في ظهرت الدّفاع المضراوي بواسطة لاعب الدّائرة علي عيد.
وفي المقابل تواصل ارتكاب الأخطاء الفنّيّة في هجوم مضر الذي عجز عن إيجاد الحلول مع غياب كلّي للهجمة المركزة، ومع التّسرع الكبير نتيجة الرّغبة في العودة سريعاً في النّتيجة.
وأمام الاختيارات الفنّيّة للمدرّب جعفر الرحى بإبقاء الحارس المحترف عبد المالك سلاحجي وكذلك اللاعب التّونسي أمين بنور على دكّة الاحتياط رغم أنهما مثلا نقطة قوة الفريق المضراوي خلال مباراة الدّور النّصف النّهائي أمام نادي الكويت الكويتي، تواصلت سيطرة فريق النّجمة البحريني على المباراة من خلال التّنويع في الهجوم حيث تمكن تقريباً من التّسجيل في كلّ المراكز مع تواصل الإبداع والتألق للحارس محمد عبد الحسين، الذي قام بالتّصدي ل13 محاولة من جملة 33 على المرمى بنسبة تصدّيات قاربت 40٪.
في المقابل وبعد انتصاف الشّوط الثّاني تقريباً، كان الشّعور السّائد بأن الجميع كان ينتظر نهاية المباراة التي صارت تمثّل عبئاً نفسيّاً على لاعبي نادي مضر، الذين استسلموا للنتيجة وافتقدوا للروح الكبيرة التي برزوا بها في مباراتهم مع الكويت، والتي مكنتهم من المرور للنهائي الذي انتهى بفارق كبير للنّجمة 39-24، الذي حقّق التّتويج السّادس باللقب الخليجي للأندية.



