دوري كبار اليد صنف الفرق على ثلاث مستويات بعد الجولة الثانية
الكأس – جاسم الفردان
شهد دوري الأمير سلطان بن فهد دوري الأقوياء السعودي لكرة اليد توازنا منطقيا من حيث البداية القوية للجولتين الأوليتين وتسيد الخليج والصفا الموقف العام في الترتيب إلى جانب مضر والوحدة بانتصارين للكل، ونتائج الأربعة الكبار حتى الجولة الثانية يبشر بانطلاقة قوية وندية ومنافسة على لقب دوري الأمير سلطان بن فهد.
وتُبين الجولتين الأوليتين أن النتائج قدمت ثلاث مستويات أولى وثانية وثالثة فالنور والأهلي والهدى والترجي جاؤوا في المستوى الثاني فيما الزلفي والقارة والابتسام والمحيط في المستوى الثالث التقسيم يبدو منطقيا نوعا ما ولكن لعبة الكراسي الموسيقية ستكون حاضرة في قادم الجولات.
أربعة للصدارة
تميزت الجولتين الأولى والثانية بثبات كبار الصدارة الخليج الصفا مضر والوحدة فلم تتعرض هذه الأندية لأي هزيمة خلال الجولتين وتفاوت نسبة الأهداف فيما بينهم من حيث الانتصارات فالخليج الأفضل هجوميا وكان علي حساب المحيط بنتيجة 31/22 وبفارق 9 أهداف، في هذه المباراة تحديدا الشوط الثاني أنخفض أداء المحيط هجوميا فغاب عن التسجيل لفترة طويلة في المقابل برع الخليج في توسيع الفارق الذي بلع وبعد نهاية المباراة بفارق الـ9 أهداف وهنا سجلت أحداث الشوط الثاني علامة استغراب على القعم الهجومي للمحيط وعدم قدرته على التسجيل، من المؤكد أن مدرب المحيط سيسعى لتصحيح الوضع الهجومي في الجولة الثالثة أمام الابتسام يوم 26 سبتمبر 2022، كما أن للخليج مباراة نوعا ما سهلة بحسب موقع الأندية في ترتيب الجولتين أما الزلفي.
فيما الصفا الذي يتقاسم الصدارة مع الخليج متساويا معه في النقاط والأهداف فبدايته جيدة للصفا رغم أنه لم يمتحن بعد ففي لقاء الجولة الأولى واجه الصفاء المحيط فانتزع الفوز بنتيجة 27/18 وفي الجولة الثانية التقى الزلفي فكان الانتصار حليفا له وبنتيجة 33/28، وما يميز الصفا قوته الهجومية الضارية وعدم التهاون في كل الفرص، ما يميز الصفا كونه فريق متجانس ومتفاهم يمتلك قوة هجومية على مستوى مركز صناعة اللعب والخط الخلفي الضاربين ويتميز الصفا بالتحرك من دون كرة لخلق المساحات وتشتيت الدفاع المواجه، ويمكن الحديث عن تأكيد ذلك خلال الجولة الثالثة والمواجهة المرتقبة مع أحد أضلاع الكبار الأربعة الوحدة الذي لم يتعرض لأي خسارة في الجولتين السابقتين.
فيما مضر وبعد خسارة السوبر في مستهل الموسم الرياضي عادة من خلال الموسم الرياضي الجديد أكثر قوة وأكثر ترابط بينه خطوطه الدفاعية الهجومية فمباراة الابتسام بداية التصحيح لما آلت إليه مباراة السوبر وبداية تصحيح الجوانب الفنية والانسجام، وخلال المشاهدة للمباراة الثانية أمام الهدى أحد أقطاب القوة في الموسم الجديد، شاهدنا مضر مغاير رغم تقدم الهدى في أغلب فترات المباراة إلا أن مضر تماسك كعادته وظل ندا قويا حتى الدقائق الأخيرة التي شهدت أفضليته وانتزاع الفوز والبقاء مع كبار الجولتين الأوليتين، وستكون الجولة الثالثة المحك أمام الأهلي.
الوحدة وفي المواجهتين الأوليتين التقى الترجي المستوى الثاني والقارة المستوى الثالث عطفا على أداء الجولتين وتعتبر مهمتان سهلتان ففي لقاءه الأول فاز على الترجي 26/21 وفي الجولة الثانية تخطى القارة بنتيجة 28/24، ومجموع أهداف الجولتين 54 هدفا مما يعني أن نسبة الأهداف لديه ضئيلة ومقلقة، في المقابل دخل مرماه 45 هدفا في مباراتين تعتبر جيدة نسبيا ما يعني دفاعة متماسك وقوي، تنتظره مباراة قوية في الجولة الثالثة أمام الصفا الذي يتمتع بقوة الهجومية وقد يكون هذا اللقاء بمثابة الامتحان القوي للوحدة إن أراد التمسك بموقع والاقتراب من الفرق القوية هذا الموسم.
أربعة الوسط في كبار اليد
النور العنيد والأهلي التاريخ والهدى الجديد والترجي الطامح جاؤوا في المستوى الثاني من خلال منافسات دوري الأمير سلطان بن فهد الممتاز لكرة فالنور بدأ الموسم وهو يعاني هجرة اللاعبين الكبار لكنه سقط أمام الأهلي 33/31 واستعادة عافيته أمام القارة بنتيجة 34/27، الهزيمة من الأهلي في الجولة الأولى مقياس والفوز على القارة منطقي بحكم ما لدى السنابس من مواهب وقدرات، لكن القلق يخالج جماهير النور فالمستوى بعد هجرة الكبار مخيف والاعتماد على المواهب الشابة أمر جيد لكن دون أحلام السابق فالفريق في طور البناء واللعب في دوري كبار اليد السعودي يحتاج لنفس طويل، فاللقاء القادم مع الترجي ويبد أنه لقاء لن يكون سهلا وفرص الفوز متساوية فالترجي قادم من خسارة وفوز والنور كذلك وهذه المباراة بينها تحتمل للعبة الكراسي الموسيقية وقد ينتقل أحدهما للأربعة الكبار في الترتيب بشرط تعرض كبار الصادرة لهزيمة وقد لا يكون إذا حققت الكبار الأربعة في الترتيب انتصاراتها على منافسيها سيبقى النور والترجي في الوسط والخوف أن يكون أحدهما بين أربعة ذيل الترتيب.
أما الأهلي منتشي بفوز على النور وخسارة من الهدى لكن تبد إدارة اللعبة في الأهلي ووجوه الخبرة التي تدير اللعبة وضعت خطتها أن تكون بين الكبار الربعة فالخسارة أمام الهدى 31/30 لا تبد مقلقة فالأهلي يقدم حتى الآن موسما جيدا ويتطلع لأن يقدم ما يشفع له لأن يقترب لا يبتعد، فمباراته القادمة قمة قديمة ربما تتجدد هذه الموسم وتعود المنافسة لتعطي قيمتها الفنية فالمنافس في الجولة الثالثة مضر ومضر معروف لا يعرف وقوة ضاربة تتعلم من الدروس فيما الأهلي يعرف ما لدى مضر فالمباراة ستكون دقيقة جدا فالأهلي ومضر لا يرغبان بالتراجع بل الاستمرار في التقدم، وإن تراجع أحدهما فذلك يعني إعادة حسابات والتقدم لهما يعني استقرار.
أما الهدى فهو أحد الفرق المتجددة عطفا على المحترفين والانتقالات الداخلية يمتلك مجموعة قد تحدث تغيرا في خارطة الترتيب وبل وأبعد من ذلك، تعثر أمام مضر في الجولة الأولى واستعادة تريقه بفوز أمام الأهلي بنتيجة تنافسية تدل على أن المباراة قريبة جدا من أحدهما خطفها الهدى بفارق هدف 31/30 وهذه التنجية غير مطمئنة لجماهير الوردي الجميل، يمتلك الهدى مجموعة من اللاعبين لكنه يعاني أحيانا من الفردية وتغيب الجماعية وهذا قد يكلف الهدى الكثير.
من خلال الجولتين السابقتين قد تكون الجولة الثالثة مفتاح الهدى للاقتراب أو الالتحاق بالكبار الأربعة وتغير مواقع الفرق ربما يكون مفترق الهدى لتصحيح ما يعانيه من قلق الجوانب الفنية.
رابع المستوى الثاني الترجي تخطى الزلفي بصعوبة وبفارق الهدف 30/29 وتعرض لهزيمته الأول في هذا الموسم أمام الوحدة المتغير بنتيجة 26/21 ويقاس الفريق على منافسه فالزلفي وحسب نتائجه في الجولتين الحلقة الأضعف في كبار دوري الأمير سلطان إلا إذ تحسن أدائه في الجولات المقبلة فيما يخص الزلفي ولكن الترجي أخفق في تخطي الوحدة في الجولة الثانية ويعتر هذا اللقاء امتحان جاد للترجي وهو يحتاج لمراجعة جوانبه الفنية كي يكون ندا قويا في الجولة الثالثة أمام النور والذي هو مطالب بمضاعفة الجهد مطلب جماهير وسيكون الترجي حتما في مأزق النور.
الأربعة الآواخر
المنطق فرض نفسه وأبقى الزلفي والقارة والابتسام المحيط في ذيل لترتيب، ومطالبة هذه الفرق بعمل الكثير ومضاعفة الجهد لتستطيع تغير موقعها في الترتيب العام لكن مواجهات الجولة الثالثة ستكون صعبة جدا فالزلفي مع الخليج والقارة مع الهدى نتيجتهما كانت محسومة قبل المواجهة عطفا على المنافسة القوي، فيما المحيط الابتسام مواجهة مختلفة والفوز في متناول الأكثر انضباطا والأقل أخطاءً ويتعبر لقاء المحيط والابتسام لقاء تقارب المستوى فيما بينهما .