محمد الجوكر يكتب “دروس وعبر من المبادرة السعودية”
تنظيم واستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم تظاهرة رياضية وإعلامية وثقافية واجتماعية وإنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وليست مجرد منافسة على بطولة تشارك فيها المنتخبات والدول الأعضاء واللجان المنتسبة للاتحادات الوطنية تحت لواء الاتحاد الدولي لكرة القدم، ولذلك فأن التواجد في هذه التظاهر العالمية أمر بالغ الأهمية للدول من أجل عكس ثقافتها وإرثها وتاريخها من خلال الرياضة، وعلى سبيل المثال لا الحصر اعجبتني المبادرة السعودية التي قام بها الأمير عبد العزيز الفيصل وزير الرياضة السعودي بتقديم دعوات لأعضاء الأسرة الكروية كافة اللذين قدموا و ساهموا في دعم مسيرة وتطور ونشر كرة القدم السعودية منذ البدايات الأولى وحتى وصولها إلى قمة الهرم الكروي.
وما نراه اليوم من تطور لافت في مجال كرة القدم السعودية أمر يدعو للفخر والاعتزاز والتقدير والإعجاب بما يقدمه أبناء الشقيقة الكبرى، وتم توجيه الدعوة للأعضاء المنتسبين لاتحاد الكرة السعودية وكذلك دعوة المخضرمين من الإداريين الكبار الذين كانت لهم بصمات واضحة في مسيرة تطور اللعبة إلى جانب دعوة كبار المدربين السعوديين ممن قادوا المنتخب السعودي في فترات سابقة لحضور نهائيات كأس العالم بالدوحة بالإضافة إلى دعوة الاعلاميين المخضرمين الذين ساهموا في وضع اللبنة الأساسية الأولى للإعلام الرياضي في المملكة، فضلا عن دعوة أكثر من 5000 متفرج السعودي حضروا جميعا وخصيصا لمتابعة ومساندة المنتخب السعودي في هذه المشاركة التاريخية، ونقول التاريخية لأن ما شهدناه في المباراة الأولى للأخضر السعودي من عطاء وجهد وقتال قاد للفوز على منتخب الأرجنتين أحد أبرز المرشحين للقب، كان مشهدا رائعا أبهر العالم باسره وأجبره لتقدر واحترام منتخب السعودية.
لا نملك إلا أن نبارك ونشيد بمثل هذه المبادرات الإيجابية التي تؤسس وترسخ روح الأسرة الواحدة وتدعو للتكاتف وتوحيد الصفوف ولذلك كان لابد أن نتوقف عندها ونقول أنها تأتي في إطار الشراكة المسؤولية بين افراد المجتمع الرياضي كافة في الوطن الواحد، وكل الشكر على مثل هذه اللمسات الإنسانية الساحرة التي تستحق أن نذكرها وننشرها لأنها نبراس ودرس لكثير من الاتحادات علها تتعلم وتستفيد من أجل أن تحقق مقاصد الرسالة السامية للرياضة عامة وليس كرة قدم فحسب، والله من وراء القصد.