الكاس _ جمال عبدالحميد
مع نهاية حقبة الثلاثينيات وبداية عقد الاربعينيات من القرن العشرين بدأت علاقة قوية وارتباط وثيق بين حفيد موحد المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراه، والابن البكر للملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله، سمو الأمير الراحل عبدالله الفيصل آل سعود، وبين النادي الأهلي المصري اشهر الأندية المصرية والعربية والإفريقية والتي تحولت مع مر الايام الى حكاية عشق للقلعة الحمراء من الاديب و الشاعر الامير عبدالله الفيصل الذي كان أكبر وأهم وأشهر الداعمين لقلعة الجزيرة ومشروعاتها ونشاطاتها الرياضية المختلفة .
الفيصل في المدرجات الحمراء
لم تقتصر مُشاهدة مباريات الكلاسيكو المصرى بين قطبي الكرة المصرية الأهلى والزمالك على عُشاق القطبين من الجماهير..بل تعدى الأمر ذلك بكثير،حيث شاهد العديد من ملوك ورؤساء مصر،وبعض الدول العربية، وكبار رجال السياسة من داخل المدرجات،، كان الامير عبدالله الفيصل المعروف بحبه الجارف للقلعة الحمراء على رأس هؤلاء ،، فقبل إنطلاق أول مباراة بين الأهلى والزمالك فى مسابقة الدورى العام موسم 1949/1948وصل إلى القاهرة سمو الأمير فحضر اللقاء،، وقد قضى فترة ما قبل المباراة فى ضيافة النائب احمد الألفى بشبرا اليمن مركز زفتي محافظة الغربية ،، وتكرر نفس المشهد عام 1959عندما حضر سمو الأمير عبدالله الفيصل،من اجل مشاهدة مباراة الأحمر والأبيض فى مسابقة الدورى العام،حيث التقى لاعبي فريق النادى الأهلي قبل اللقاء من أجل دعمهم و الشد من ازرهم .
الاديب الشاعر و زين النوادي
اشتهر الامير عبدالله الفيصل بحبه للأدب والشعر حيث اعتبره الكثيرين واحد من أهم مبدعى المجال الشعرى فى المملكة العربية السعودية ، وبالأخص القصيدة، وللأمير الشاعر عدد من الدواوين الشعرية المطبوعة ، منها: ديوان جمع فيه قصائده الفصحى الأولى وأصدره عام 1953 بعنوان «وحي الحرمان»، وديوان آخر احتوى على قصائده الفصحى اللاحقة وصدر عام 1980 بعنوان «حديث القلب» وتمت ترجمته إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والروسية، وديوان ثالث تضمن قصائده النبطية وأصدره عام 1985 تحت عنوان «مشاعري»، إضافة إلى ديوانين آخرين هما: «وحي الحروف»، و«خريف العمر».
وتغنى بكلمات الأمير الراحل عدد من كبار نجوم الأغنية العربية، فغنت له كوكب الشرق أم كلثوم ثورة الشك، كما غنت له سيدة الغناء العربى “من أجل عينيك” ولحنها رياض السنباطى، كما غنى من كلماته أيضا العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ “سمراء يا حلم الطفولة” من تلحين كمال الطويل، وهى الأغنية التى قدمتها بصوتها أيضا الفنانة الكبيرة نجاة، كما قدم مع حليم رائعته “يا مالكا قلبى” من ألحان الموسيقار محمد الموجى، إضافة إلى كتابته أغانى للعديد من المطربين السعوديين والعرب منهم فنان العرب محمد عبده، والفنان الكبير طلال مداح. محمد عُمر، خالد عبدالرحمن،طارق عبدالحكيم،عبدالكريم عبدالقادر، نبيل شعيل، وغيرهم من نجوم الغناء العربى .
ومن أشهر الاغاني التي كتبها الامير عبدالله الفيصل اغنية “زبن النوادي” التي قدمها عبدالحليم حافظ المعروف باهلاويته الشديدة خلال الاحتفال الكبير الذى اقامة النادى الاهلى يوم ٣٠ مايو ١٩٥٧ بمناسبة مرور 50 عاما على تاسيسه ،، كانت هذه الاغنية بمثابة مفاجأة قوية لأعضاء القلعة الحمراء وقتها والتى كتبها الامير عبد الله الفيصل عاشق الاهلى واكبر الداعمين للزعيم الاهلاوي الكبير ولحنها الموسيقار محمد الموجى والتى يقول مطلعها
تحية وجلالا أيها النادي
فأنت زين النوادي حلية الوادي
لله أيامك الغراء مشرقة
تزهى على جمع فيها وآحاد
سجلت فيها من الأمجاد مفخرة
عزت على كل إعزاز وأمجاد
الامير واللورد
لعب سمو الأمير الراحل عبدالله الفيصل دورا كبيرا ومهما في حياة ومسيرة محمود الخطيب نجم الأهلي ومنتخب مصر السابق ورئيس القلعة الحمراء الحالي في عالم كرة القدم عندما ذهب الاخير لأداء مباراة ودية مع منتخب مصر للشباب ضد منتخب السعودية فى عام 1973 وشاهده الأمير عبدالله فيصل وزير الرياضة السعودى، في ذلك الوقت الذى كان حاضرا للمباراة وأعجب بمهارة محمود الخطيب التى ظلت حديث الصحافة والرأى العام في بلاد الحرمين الشريفين فترات طويلة .
وعقب المباراة قام الأمير عبدالله الفيصل باستدعاء المسئول الإداري عن منتخب مصر وسأله عن اللاعب الذى يحمل الرقم 10،، فقام سمو الأمير باستدعاء الخطيب او لورد الكرة المصرية فيما بعد ، وعقد معه جلسة وقدم للشاب صاحب المهارة الكروية الفذة عدة نصائح مؤكدا أنه إذا لم يكن يلعب بالنادي الأهلي لأشتراه وأهداه للقلعة الحمراء .
وعندما عرف سمو الأمير ان محمود الخطيب مازال طالبا في مرحلة الدراسة ونظرا لتميزه وبراعته ولعبه النادي الاهلي المعشوق الاول للأمير عبدالله الفيصل قرر الاخير مكافأة الخطيب بمرتب شهري سيتسلمه اللاعب أول كل شهر حتى ينتهى اللاعب من إتمام وإكمال دراسته.وعرفانا واعترافا من محمود الخطيب بجميل وفضل وتشجيع ودعم الأمير عبدالله الفيصل قام “بيبو” بكتابة رسالة بخط يده للأمير عبدالله الفيصل، ونشرها المعلق الرياضى أحمد عفت فى كتابه “الخطيب فنان جيل السبعينيات ”.
الرئاسة الشرفية
من فرط حبه وعشقه للنادي الاهلي قلعة الجزيرة الشامخة تحمل الأمير السعودي عبدالله الفيصل كل مصاريف و تكاليف بناء وتشييد الصالة المغطاة في مقر القلعة الحمراء بالجزيرة عام ١٩٧٣ والتي تحمل اسمه حتى يومنا هذا حيث سميت ” صالة الأمير عبد الله الفيصل” عام 1996،، والتي تستضيف جميع مباريات الفرق الأهلاوية في اللعبات الجماعية المختلفة .
وكان الأمير عبدالله الفيصل الذي تنازل للنادي الأهلي عن أسهمه حتى الآن يرفض الظهور في وسائل الإعلام والحديث عن إسهاماته للنادي الأهلي قبل أن يتم منحه منصب الرئاسة الفخرية و الشرفية للقلعة الحمراء ؛ تكريما له بعد الإسهامات الكبيرة والعظيمة التي قدمها، لزعيم الأندية المصرية والعربية .
راعي الصفقات الأهلاوية
قام الأمير عبدالله الفيصل الذي كان يتم دعوته من إدارة النادي الاهلي لكل المناسبات والاحتفالات الحمراء بإبرام العديد من الصفقات حتى أصبح معشوقاَ للجماهير الأهلاوية، بداها في الخمسينات وبالتحديد عام ١٩٥٣ عندما جاء اللاعب السوداني سليمان فارس الى مصر من أجل ارتداء قميص النادي الأهلي والذى أهداه للقلعة الحمراء كان سمو الأمير عبد الله الفيصل حيث كان فارس بالفعل صفقة كروية من العيار الثقيل وكان أداء العملاق الأسمر السودانى متعة للمشاهد الاهلاوي حتى أن الصحافة المصرية أطلقت عليه لقب السد العالي .