حسين أبوتاكي يكتب “قدم مضر.. الحلم يتحقق!”

استعير في عنوان مقالتي الجملة الشهيرة للمعلق القدير فارس عوض الذي صدح بصوته “الحلم يتحقق!” في وصفه لتتويج مانشستر سيتي بلقب الدوري الإنجليزي سنة ٢٠١٢ بعد غياب طال ٣٥ عاماً في وصف لا زال يتذكره الجميع حتى الآن.
أما بالنسبة لمضر فخمسة وعشرون عاماً كانت هي المدة التي انتظرها أبناء القديح ليتحقق حلمهم بالصعود لدوري الدرجة الثانية وتحديداً منذ عام ١٩٩٨ ، ٢٥ عاماً وفي كل موسم كان عشاق “الأملح” يعشمون أنفسهم بأن هذه السنة ستكون “سنة الصعود” وفي كثير من المرات كان مضر بالفعل قاب قوسين أو أدنى من الصعود إلا أن الحلم كان يتأجل في كل مرة لسبب او لآخر وكان آخرها في الموسم الماضي حين كان الجميع في شوارع وأزقة القديح يستعد للاحتفال إلا أن حلم الصعود تبخّر في في الأمتار الأخيرة.. بل في الجولة الأخيرة من الدوري!
رغم كل هذا لم ييأس أبناء القديح، وكيف ييأسوا وهم الذين عُرف عنهم الروح العالية والعزيمة والإصرار سواء في الرياضة او في شتى مجالات الحياة! فبدا مضر في هذا الموسم عازماً على الصعود من أولى جولات الدوري حتى تحقق ذلك بجدارة وبدون أي خسارة بقيادة المدرب الوطني القدير رضا الجنبي، الذي عُرِف عنه التمرّس في الصعود بالفرق من مختلف الدرجات.
بعد الفوز في الجولة قبل الأخيرة أمام القوارة وإثر خسارة المنافس المباشر الحوراء والتي حسم معها مضر الصعود بنسبة ٩٩٪ تواصلت مع أحد الأصدقاء في القديح لأهنئه بالصعود مقدماً فتفاجئت برده قائلاً “بقدر فرحتي بالفوز واقتراب الصعود بقدر ما أنني قلق أن يحدث أمر غير متوقع كخصم نقاط نتيجة لخطأ إداري او غيره ونخسر الصعود!”. وهذا يعبر عن حجم المعاناة والإنتظار الطويلين. ولكن فلتفرح صديقي وليفرح جميع أبناء القديح والقطيف وليزفوا مضر نحو دوري الدرجة الثانية وليودعوا دوري الثالثة ودهاليزه للأبد.
لعلّ لذة هذا الصعود وسر الفرحة الكبيرة التي صاحبته هو أنه جاء بعد معاناة كبيرة وانتظار طويل. وكما يقول الأمير خالد الفيصل في قصيدته ” يامدور الهين ترى الكايد أحلى”. وما أحلى الصعود بعد انتظار طويل..!
ختاماً مبروك لمضر متمثلاً في جمهوره وإدارته ولاعبيه وللجهازين الفني والإداري.. ومبروك لأهالي القديح وللقطيف كافة.