الكأس _ يحيى السويد
من يتابع الدوريات الأوروبية لاسيما الدوريات الخمس الكبرى ، في كل من إنجلترا و إيطاليا وإسبانيا وألمانيا وفرنسا ، سيلاحظ بدون أدنى شك عودة فريقي الأرسنال في الدوري الإسباني ( اللاليغا ) ونابولي في الدوري الإيطالي ( الكالشيو) إلى الأضواء ، بعد أن تواريا خلفها منذ مواسم عديدة .
وفي الوقت الذي تتسد الفرق العملاقة بقية الدوريات ، وتفرض هيمنتها بقوة دون أن تسمح الفرق الاقتراب من الصدارة ، والحديث هنا عن عملاقي الدوري الإسباني برشلونة ريال مدريد ، اللذان يتبادلان الأدوار بالفوز باللقب ، فمنذ مطلع الألفية الجديدة يسيطران على اللقب ، ولم يفلت منهما سوى في أربع مواسم ، مناصفة بين فالنسيا واتلتيكو مدريد .
أما في ألمانيا فيهيمن العملاق البافاري بايرن ميونخ على البوندسليغا منذ عشرة مواسم ، وتحديداً منذ موسم 2012/2013 ولم يسمح لأحد من الإقتراب منه . وكذلك فريق المال والنجوم باريس سان جيرمان ، الذي يسيطر على البطولة منذ موسم 2012/2013 أيضاً ، ولم يجرأ على مزاحمته سوى موناكو و ليل ، حيث سرق كل منهما اللقب في مناسبة واحدة .
ويبدو أن الأرسنال ونابولي تمردا هذا الموسم على العمالقة ، ويسعيان للعودة نحو الأمجاد الغابرة ،حيث يتصدران دوري بلديهما .
*** نابولي يغرد خارج السرب ***
حتى الجولة الرابعة والعشرون يحلق فريق الجنوب الإيطالي مغرداً خارج السرب ، حيث يتصدر بفارق 18 نقطة على أقرب ملاحقيه إنتر ميلان الذي لعب مباراة أقل .
نابولي بقيادة المدرب الإيطالي لوتشيانو سباليتي الذي خلف غاتوزو في مايو 2021 يقدم موسماً استثتائياً ، يذكرنا بأيام الراحل دييغو مارادونا في الثمانينيات من القرن الماضي .
لعب نابولي حتى الآن 24 مباراة ، تمكن من الفوز في 21 مباراة ، نصفها خارج ميدانه ، بينما تعادل في مباراتين وتعرض لهزيمة واحدة أمام ملاحقه الإنتر بعيداً عن ميدانه .
وما يحسب لفريق سباليتي هذا الموسم ، تحقيقه الفوز على الفرق الكبيرة ، لعل أبرزها إكرام وفادة يوفنتوس بخمسة أهداف مقابل هدف يتيم ، كما حقق فوزاً مزدوجاً على ذئاب العاصمة روما ، وكذلك الفوز على ميلان .
تبقى لنابولي أربعة عشرة مباراة ، يلعب نصفها على أرضه حيث يستضيف لاتسيو – أتلانتا – ميلان – ساليرنيتا – فيورنتينا – مونزا وسامبدوريا ، ويرحل بعيداً عن ميدانه لملاقاة كل من : تورينو – ليتشي – هيلاس فيرونا – يوفنتوس – بولونيا – أدونيزي و إنتر ميلان .
نابولي يملك لقبين في المسابقة توج بهما موسمي 1985/1986 و 1989/1990 كما حل وصيفاً أربع مرات وثالثاً سبع مات ، وهو منذ ذلك الحين بعيداً عن اللقب ، لكنه في المواسم الثلاثة الأخيرة كان يتقدم كل موسم مركزين ، لينهي الموسم الماضي في المركز الثالث .
وتضم صفوفه هذا الموسم نخبة من اللاعبين المتميزين ، لاسيما النيجيري المتألق فيكتور أوسمين متصدر لائحة الهدافين بتسعة عشر هدفاً، وكذلك الجورجي كفاراتسخيليا صاحب الأهداف العشرة ، ولا يمكن تجاهل المكسيكي لوزانو وسيميوني نجل مدرب أتلتيكو مدريد .
ومن النجوم الذي لعبوا للفريق في مواسم سابقة الأرجنتيني الراحل دييغو مارادونا ، والبرازيلي كاريكا و الإيطالي تشيرو فيريرا ، و الحارس الشهير دينو زوف ، و الأوروغوياني أديسون كافاني ، و المدافع الهولندي رودي كرول و المهاجم الأرجنتيني غونزالو هيجوايين والسلوفاكي هامسيك .
يذكر أن نابولي وصل لدور الستة عشر في مسابقة دوري الأبطال ، وهو عاد من فرانكفورت بفوز مريح قوامه هدفين نظيفين على إنتراخت في مباراة الذهاب .
*** الأرسنال يحاول ***
يحاول الأرسنال بقيادة المدرب الإسباني الشاب مايكل أرتيتا ، مقارعة الكبار في البريميرليغ ، خاصة قطبي مدينة مانشستر السيتي واليونايتد ، حيث يتصدر المسابقة بفارق نقطتين عن الأول لكنه لعب مباراة أقل .
ويحتل الغانرز المركز الثالث خلف العملاقين مان يونايتد وليفربول ، على قائمة أكثر الفرق تتويجاً بالدوري الممتاز ، حيث يملك أحد عشر لقباً ، لكنه منذ موسم 2003/2004 بعيداً عن منصات التتويج ، وهو كنابولي يقترب شيئاً فشيئاً من المقدمة في المواسم الأخيرة .
خاض الأرسنال 24 مباراة حقق 18 فوزاً ، وخرج بثلاث تعادلات و تعرض للهزيمة ثلاث مرات ، أمام أمام السيتي على ميدانه 3/1 وأمام اليونايتد و إيفرتون خاج ملعبه 3/1 و 1/0 على التوالي .
لعب أحد عشر مباراة على ميدانه مايعني الأفضلية له في رحلة العودة ، حيث يلعب ثمان مبارايات على ملعب الإمارات .
مبارياته داخل ملعبه ستكون مع : ايفرتون – بورتثموث – كريستال بالاس – ليدز يونايتد – ساوثهامتون – تشيلسي – برايتون وولفرهامبتون وندروز .
أما في الغربة فسيلاقي فولهام – ليفربول – وستهام يونايتد – مانشستر سيتي – نيوكاسل يونايتد و نوتنغهام فورست .
يضم الفريق في الموسم الحالي كنابولي نخبة من اللاعبين في مختلف المراكز ، أبرزهم الشاب الموهوب بكايو ساكا و البرازيلي مارتنيلي ولكل منهما تسعة أهداف ، وكذلك أوديغارد وتروسارد ولكل منهما ثمانية أهداف ، ولا ننسى البرازيلي جيسوس ، والسويسري تشاكا و والغاني توماس بارتي و الأوكراني زيتشينكو .
وحقيقة ومنذ قدوم أرتيتا في ديسمبر 2019 و الذي خلف السويدي ليونبرغ و الإسباني الآخر أوناي إيمري ، وكلهم وراء الفرنسي فينيغر ، فإن الغانرز يقدم مستويات مختلفة ، وهو وإن تمكن من خطف اللقب ، فسيكون لقباً مستحقاً بكل تأكيد ، عطفاً على المستويات الرائعة التي يقدمها .
