ألعاب مختلفة

إبراهيم الزين يكتب ” حين تقول الجماهير كلمتها “

 

 

ما يزيد عن العشرة هي عدد الأندية المسجلة رسمياً في محافظة القطيف ، تتنافس في مختلف الألعاب المتاحة نظاماً ، حيث لم تفوت هذه الأندية إدراج أغلبها في سجلاتها ، وذلك لاستيعاب الأعداد الكثيرة من الناشئة الراغبين للإنضواء تحت شعار أنديتهم وتوزيعم بين هذه الألعاب ، رغم أن رغبتهم الأولية هي اللعبة الأشهر في هذا النادي أو ذاك.

 

لهذا نرى أن أندية هذه المحافظة تنافس في أغلب من هذه الألعاب وتمثل دورياتها الرسمية ، ما عدا كرة القدم والتي تحتاج ربما إلى جهود وطاقات وامكانيات تفوق قدراتها وإمكانياتها المتاحة .

 

ما أحدثته وزارة الرياضة مؤخراً من طفرة في مجال الرياضة من تطلعات وبحوافز لافتة ودعم لا محدود جعلت هذه الأندية توجه البوصلة نحو كرة القدم أيضاً حيث سرعان ما أصبحت تنافس بعضها في دوري الدرجة الرابعة وهو دوري المناطق، طمعاً في الوصول إلى ما هو أبعد ، وهو ما حققته بعض هذه الأندية ومنها الترجي والصفا الذين ينافسان للوصول للدرجة الأولى، و النور والجبيل ومضر والتي وصلت لأندية الدرجة الثانية وبعدهما السلام والهدى حتى اللحظة للدرجة الثالثة ، يسبقهم شقيقهم الخليج والذي وصل للهدف الأول وهو الدوري الممتاز ،

 

المشهد التي نريد التركيز عليه هنا هو ما شاهدناه مباشرة وشاهده البعض على التلفاز خلال المباراة الأخيرة لنادي مضر وشقيقه نادي الثقبة من دوري الدرجة الثالثة حيث كان مضر تقريباً قد حسم الأمر بالصعود للدرجة الثانية ، وكانت المباراة مجرد احتفالية بالصعود مهما كانت نتيجتها برغم الاحتمال الضعيف بالخسارة وفوز المنافس بدزينة من الأهداف .

 

ما صاحب المباراة هو الذي فرض نفسه ، وأخذنا نحو ما هو أجمل منها ومن نتيجتها، حين رأينا تلك اللحمة والروح الأسرية التي جمعت مختلف جماهير أندية المحافظة ، يتقدمهم رؤساء وإداريي هذه الأندية حاليين وسابقين في منظر لا يتكرر كثيراً ، ليثبتوا أن الرياضة تجمع ولا تفرق ، وأن هذه الأندية هي من أسرة واحدة متفرقة البلدات، تفصل بين بعضها شوارع ومساكن وأزقة ، ليس أكثر . وما وثقته الكاميرات ومواقع التواصل الإلكتروني يثبت بالدليل القاطع عمق الإخوة والإنصهار والتلاحم بوقوفها وراء أحد إشقائهم والإحتفال معه بالصعود في منظر لن تنساه الذاكرة ولن يمحوه التاريخ .

 

ربما أحدثت منافسات كرة اليد في مختلف درجاتها بعض الخدوش في هذه اللحمة ، ولكن هذه الجماهير الجميلة وبعيداً عن مواقع التواصل والمبادرات التي نقدرها سرعان ما تجبرها هذه الخدوش لتعود وكأن شيئاً لم يكن .

 

إن هذه الجماهير تثبت في كل مرة أنها هي صاحبة المبادرة ، وبطريقتها الخاصة ، ومن يعرف بعض من أفرادها يتيقن تماما أن لا شيء يمكن أن يحدث فجوة كبيرة بينها ولا بين أهاليها في مختلف قراها ومدنها والسبب أن غالبية هذه الجماهير هم أصدقاء وزملاء عمل وأرحام وأقارب ، ولا مسافة بينهم لا في الدم ولا حتى ما بين البيوت والأزقة والحارات ، وعندها يمكن أن نفطن للمعنى الحقيقي الذي يجسده هؤلاء للرياضة ، والذين هم قريبون أساساً وليسوا بحاجة للرياضة لكي تقربهم أكثر.

 

كان أمراً مدهشاً فعلاً ما حصل يوم مباراة مضر النهائية مع شقيقه الثقبة من احتفاء واحتفالية من مختلف الجماهير والتي زفت مضر لأندية الدرجة الثانية ، وأوصلت رسالة تقول: أن هذه الجموع تعرف وتعلم كيف تتحد وتتوافق وتذيب الخلافات والمنغصات التي تسببها مواقع السوشال ميديا دون تدخلات من أحد ، وبمجرد مصافحة بين فردين من الشباب ، تحذف جميع التغريدات التافهة من ذاكرة المحبة الراسخة في القلوب النقية ، التي توارثت الأصالة والطهارة والمودة من الأباء والأجداد.

 

 

 

 

إدارة الموقع

نبذة عن ادارة الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com