يحيى العمودي يكتب “بين صناعة الأبطال وصناعة من خلفهم”
بينما كان الحديث ممتعاً مع ردّات فعل المجتمع الرياضي حول الألعاب السعودية المقامة حالياً في الرياض، وصلني تعقيب من الصديق العزيز الدكتور محمد السليمان على مقالي السابق (مدارس الموهوبين ترى النور) حول أنه من المهم جداً أن يكون هناك تثقيف لأهالي الأبطال وتوعيتهم بدورهم الكبير في زيادة الوعي الذهني والنفسي للأبطال، خصوصاً في مقتبل العمر.
يستلهمني هذا الحوار وأنا أرى ما قدمه مانشيني أمام اليابان، ومن قبلها إندونيسيا والصين، وإجماع المجتمع الرياضي السعودي بأكمله على فقدان صقورنا الخضر لهويتهم وعنفوانهم في الملعب في ظل ضبابية الهوية التكتيكية. حيث لم يتمكن منتخبنا من استغلال عوامل الأرض والجمهور والطقس، وأضاع الفوز في مباراتين في مجموعة غير سهلة على الإطلاق، وأهدى اليابانيين فرحة كبيرة عبر فوزٍ ثمين على أرضنا، لم يحدث لهم من قبل. وما زال أمامه البحرين وأستراليا.
استلهامي من ذلك هو: ماذا لو كنا بحاجة لصناعة ثقافة الأبطال في أذهان المسؤولين أيضاً؟ كيف سنصبح إذا كان وعي المسؤول على قدر عالٍ من التحدي والطموح والإصرار على تقديم الأفضل وعدم الرضا والقناعة بالوضع الحالي مهما كان إيجابياً؟ وهنا لا أريد أن يصبح هدف المسؤول هو إصلاح الأخطاء وتجنب السلبيات والتغني بالإيجابيات البسيطة وكأنها منجزات وأهداف رئيسية، بل الهدف أسمى من ذلك، وهو أن يكون هناك سعي نحو العُلا، لا تثبيط فيه ولا تقاعس، وإيمان راسخ بأن الوطن يستحق أن يكون في مكانة عالية، يحقق الإنجاز تلو الإنجاز حتى يجد نفسه في زحام من الإنجازات التي لا تنتهي. وإن وصلنا إلى هذا المستوى، فلن نخشى شيئاً على النشء القادم؛ فما يراه هو ما سيؤمن به ويتربى عليه، لأن الأساس أصبح سليماً صحيحاً خالياً من العيوب. وهو ببساطة: كيف تصبح قدوة.