التقارير والحوارات

ساعاتي: تاريخنا الرياضي إرث علمي هائل قابل للمراجعة والتصحيح

أبو التاريخ الرياضي السعودي يفتح مكنوناته وقلبه لـ"الكأس" 

 

 

حوار – حسن آل قريش

 

يعد الدكتور أمين ساعاتي من أبرز الشخصيات في التاريخ الرياضي العربي والسعودي على وجه الخصوص، حيث أسهم بجهوده المخلصة في توثيق وتدوين مسيرة الرياضة السعودية والعربية.

على مدار عقود، لم يكن ساعاتي مجرد مؤرخ بل كان شاهدًا على لحظات مهمة في تطور الرياضة، مستخدمًا المنهجية العلمية الدقيقة لضمان التوثيق الصادق لتلك الأحداث. بفضل أبحاثه وإصداراته، استطاع أن يُكون رصيدًا ضخمًا من المعرفة حول الرياضة السعودية، مما جعل منه مرجعًا لا غنى عنه لكل من يهتم بتاريخ الحركة الرياضية، سواء في الأندية أو البطولات.

 

 

 

 

س: كيف تصف التاريخ الرياضي السعودي من حيث تدوينه وشغف الناس به؟ الحقيقة أن البداية كانت صعبة، لكن مع مرور الوقت أصبحت الأمور أسهل، حيث شهد علم التاريخ تقدمًا كبيرًا، وأصبح علم التاريخ الرياضي من المجالات المنتشرة والمحبوبة. يوجد الآن عدد كبير من الشباب المهتمين بهذا المجال. بدأنا في تأليف الكتب، ونعمل على تصحيح ما كتبناه سابقًا، ونقوم بإعادة طباعة بعض الكتب مع إضافة الموضوعات الجديدة المتعلقة بالمجال الرياضي. هناك تقدم ملحوظ في الرياضة السعودية، ما يسهل التوثيق والإضافة في هذا المجال.

 

س: كيف نشأت لديك موهبة التدوين التاريخي للرياضة؟ كنت لاعبًا في نادي الاتحاد السعودي، وكنا نلتقي مع كبار المسؤولين في اجتماعات مع مجلس الإدارة. كان الشيخ عبد الله بن زقر، أحد مؤسسي النادي، يثني على موهبتي في الكتابة ويطلب مني تدوين تاريخ نادي الاتحاد السعودي. بمرور الوقت، أصبح لدي تكليف معنوي بكتابة تاريخ النادي، وأصدرت كتابًا عام 1382 هـ. أثناء تأليفي لكتاب الاتحاد، وجدت نفسي أكتب عن جميع الأندية، حيث أطلقت على نادي الاتحاد لقب “عميد الأندية السعودية”، نظرًا لتاريخه العريق وتأثيره في الرياضة السعودية.

 

س: ما هي المنهجية العلمية التي تعتمد عليها في مؤلفاتك؟ أعتمد على المنهج التاريخي الوصفي، الذي يتيح لأي شخص القدرة على الكتابة والإضافة والتطوير، كل كتاب جديد يحمل منهجية مختلفة تضيف بعدًا جديدًا عما سبقه.

 

رياضتنا متجهة لعالمية غير مسبوقة

 

س: كيف ترى التطور الذي شهدته الرياضة السعودية بفضل دعم القيادة؟ مشروع الأمير محمد بن سلمان سينقل الرياضة السعودية إلى مستويات تنافسية عالمية عالية، ونسعى للوصول إلى قائمة أقوى 10 دوريات على مستوى العالم، وسنحقق هذا قريبًا.

 

س: هل يؤثر وجود المحترفين الأجانب على مستوى المنتخب السعودي؟ وجود المحترفين الأجانب له فوائد كبيرة حيث يستفيد اللاعبون المحليون من خبراتهم. إذا كانت هناك نتائج سلبية، فيجب وضع خطة لدعم المواهب السعودية، ويفضل تنظيم دوري خاص بهم.

 

نجاح لجنة التوثيق الحالية غير مضمون

 

س: ما السبب في عدم قبول محاولات توثيق البطولات؟ عدم قبول تلك المحاولات يرجع إلى أن الأسس التي اعتمدت عليها ليست صحيحة، تاريخ الحركة الرياضية في السعودية موثق بدعم حكومي، حيث يمكن لأي شخص توثيق أي مسابقة أو نادي بسهولة من خلال الصحف والوثائق الرسمية، ولكن على الباحث أن يبذل جهدًا لضمان توثيق صحيح ودقيق.

 

س: هل ترى أن اللجنة الحالية قادرة على تحقيق نتائج موثوقة في التوثيق؟ لا أعتقد ذلك؛ لأن هناك أشخاصًا من خارج نطاق تاريخ الحركة الرياضية يعملون في اللجنة، ما قد يؤدي إلى بعض الإخفاقات، كيف لشخص من خارج السياق الرياضي المحلي أن يوثق تاريخ الحركة الرياضية السعودية بشكل دقيق؟

 

س: أين تكمن المشكلة في توثيقنا الرياضي؟ لا توجد مشكلة فعلية في التوثيق، فالتاريخ الرياضي السعودي موثق بشكل كامل، يمكن لأي شخص الرجوع إلى الصحف والكتب والوثائق الرسمية للتأكد من صحة المعلومات، لدينا كفاءات سعودية تستحق الاستماع لآرائها، فالفيفا ليست مسؤولة عن توثيق تاريخنا الرياضي، ودورها يقتصر على الأمور الفنية المتعلقة بكرة القدم.

 

س: كيف ترى تأثير الإعلام الرياضي في توثيق البطولات وتاريخ الأندية في السعودية؟ الإعلام الرياضي يعد من أهم وسائل التوثيق، فقد اعتمدت عليه بشكل كبير، أيضًا الإنترنت، الهواتف، والفيديوهات، كلها أصبحت وسائل تكنولوجية حديثة تسهم في التوثيق.

 

س: هل هناك محاولات لتوثيق تاريخ اللاعبين السعوديين وتكريم إنجازاتهم؟ بالتأكيد. توثيق تاريخ اللاعبين وأدائهم الفني مهم جدًا، فاللاعب يمثل نوعًا من القوة الناعمة، ويستحق التقدير.

 

س: ما دور الأرشيفات الرسمية في دعم التوثيق الرياضي؟ تحدثت في كتبي عن التوثيق الرياضي الذي يشمل التوثيق الشفوي والتوثيق المكتوب من خلال الصحف والمجلات، هذه الأرشيفات تسهم كثيرًا في حفظ التاريخ الرياضي.

 

س: ما هي أبرز التحديات التي تواجه المؤرخين الرياضيين في توثيق تاريخ كرة القدم السعودية؟ نسعى لإنشاء جمعية للمؤرخين الرياضيين، وحصلنا على موافقة الجهات المختصة، لكن للأسف لا يوجد دعم كافٍ، ومع ذلك، مستمرون في جهودنا لتحقيق هذا الهدف.

 

س: ما هي معاييرك في تصنيف البطولات المحلية؟ الاتحاد السعودي لكرة القدم هو الجهة التي تحدد الآلية والمعايير، حيث تصدر لوائح مع الدوري، توضح عدد الفرق المشاركة وجدول المباريات ونظام التتويج، ومن هنا ينطلق تقييمنا وتصنيفنا للبطولات.

 

ألقاب الأندية تربط جماهيرها بها

 

س: لماذا اخترت لقب “عميد الأندية” لنادي الاتحاد السعودي رغم معارضة نادي الوحدة؟ هذا لقب شعبي أطلقه الجمهور على نادي الاتحاد نظرًا لتاريخه، وبالمثل، أطلق لقب “الزعيم” على نادي الهلال وبقية الألقاب، هذه الألقاب تعبر عن ارتباط الجمهور بالنادي ولا تأتي من جهة رسمية.

 

س: هل صحيح أن الاتحاد السعودي هو امتداد لنادي الحجاز الرياضي أم أنه كيان منفصل؟ بالتأكيد هو امتداد، تأسس نادي الحجاز الرياضي عام 1926م، وكان مؤسسه الشيخ محمد رضا، لاحقًا، ومع ازدياد أعداد الرياضيين، تم تأسيس نادي الاتحاد.

 

س: كيف تقيم دور صحيفة “الكأس” في تغطية الأنشطة الرياضية؟ صحيفة “الكأس” قدمت تعويضًا للصحف الورقية، وأصبحت تغطي جميع الأحداث الرياضية، وتعطي الأندية جميعها، بكل الدرجات ومختلف الألعاب، اهتمامًا كبيرًا، ما يعزز من توثيق الأحداث الرياضية. أشكركم على جهودكم وأشد على أيديكم دعمًا لما تقدمونه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com