سليم الذروي يكتب “إصابة سالم.. بين التعمد والشماتة”
ما يتعرض له الإنسان عامة في حياته من خير وشر هو قضاء وقدر. ((ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك)).
وأول ما ينبغي أن نقوله للاعب المنتخب الوطني ونادي الهلال الكابتن سالم الدوسري سلامات وقدر الله وماشاء فعل، وذلك بعد تعرضه لإصابة قوية وخروجه من أرضية الملعب عقب تدخل عنيف من جانب لاعب نادي الاتفاق مشعل الصبياني.
ورغم اعتذار مدافع الاتفاق من زميله إلا إن هناك ردود فعل وغضب شديد من الجماهير المناصرة للهلال خاصة وجماهير المنتخب السعودي عامة تجاه مدافع الاتفاق الذي نجى من الطرد.
ولنا هنا وقفة عند بعض التجاوزات والأحكام التي ينبغي أن لا تأخذنا العاطفة في إصدارها على الآخرين.
الوقفة الأولى القول بتعمد اللاعب الصبياني بإصابة سالم مع سابق الإصرار والترصد فهذه تهمة لا دليل عليها إلا الظنون ولا نبني الأحكام على الظنون خصوصا وأن اللاعب اعتذر ولا تخلو كرة القدم من مثل هذه التدخلات العنيفة في كل ملاعب العالم والله عز وجل أمرنا بأن نتجنب كثيرا من الظن قال تعالى { يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم } ولكي لا نقع في الإثم لا نرمى التهم جزافا ولا ننساق خلف الظنون والجماهير بطبعها عاطفية ولو سألنا من يقول بالتعمد ما هو دليلك على ذلك غير الظن لما وجدنا جوابا والحديث هنا ليس عن جماهير الهلال بل الحديث عام والحوادث كثيرة والأمثلة المشابهة متعددة خاصة الإصابات التي يتعرض لها لاعبو الأندية الجماهيرية يتم تداول تعمد الإصابة تصريحا كان أو تلميحا.
أما الشامتون والفرحون بإصابة لاعب فإن الأيام دول وعلى الشامت تدور الدوائر وأن كان عندك شك في ذلك فقرأ التاريخ وتمعن فيه جيدا وأسأل الله العافية ولأن الرياضة فروسية وهذا الفرح أو مدح اللاعب الذي قام بإصابة زميله ليس من الفروسية.
عمومًا … أحيانا الظنون لا تصدق والمؤامرة غير موجودة والذمة من التهمة بريئة فلا تحمل نفسك وذمتك شيئا بسبب ظنون لا دليل عليها.