النجم سعيد قريش يبدع ويتألق في عندما يعشق الرجال
الكأس – حيدر هاشم
يُقدَّم هذه الأيام عمل مميز لم يأخذ صداه المستحق إعلاميًا ربما، ولكنه من الأعمال البوليسية والدرامية المميزة التي تستحق تسليط الضوء عليها، وهو مسلسل عندما يعشق الرجال، من إنتاج حسان الشيخ، وبطولة تركي اليوسف وسعيد قريش، وعدد من النجوم الآخرين، إلى جانب كونه من إخراج المتألق دائمًا محمد القفاص.
المسلسل، ومنذ الحلقة الأولى، يأخذك في أجواء من التشويق والإثارة، حيث تبدأ الأحداث متسارعة بين جرائم وتحقيقات وخلافات عائلية معقدة. لكننا هنا نسلط الضوء على شخصية “عبد الرؤوف”، التي أداها النجم الكبير الأستاذ سعيد قريش بإبداع تخطى الحدود، مفاجئًا المشاهد العربي بتجسيده لشخصية مركبة ومعقدة، سواء في ملامحها أو تعبيراتها، بل وحتى حواراتها. إلا أنه قدّمها بطابع جميل ومبدع فاق كل التوقعات، كعادته في أدواره الأخيرة التي أصبحت مميزة ومختلفة.
بدايةً، أبدع سعيد قريش في اختياره لشكل ومظهر الشخصية، بما يتناسب مع طباعها الجادة والحادة. كما أن نبرة صوته تجعل المشاهد في انسجام تام مع حواراته، خصوصًا في بداية مشهد تقديمه واجب العزاء، حيث يظهر وكأنه يتوعد بشكل غير مباشر.
أحد المشاهد الرئيسية الأخرى، التي كانت علامة فارقة في العمل، هو مشهد تحذيره لابنه من حب “لولوة”، موضحًا أن هدفها هو إيصاله إلى حالة الإفلاس. في هذا المشهد الطويل نوعًا ما، وصف الابن بعدم الرجولة في حال هروبه. كان الحوار هنا ربما الأبرز في العمل ككل، حيث أظهر تعابير عميقة وتقمصًا رهيبًا لشخصية الشر، وهو أداء قلّما نشاهده في الدراما الخليجية مؤخرًا بسبب ندرته.
جمالية الأداء في شخصية “عبد الرؤوف” تجلت كذلك في مشهد توديعه لابنه “طلال”، حيث قدّم مشاعر درامية مؤثرة، خصوصًا في تفاصيل حركة اليدين والعينين، وهو يتوعد بالانتقام. المشهد كان أقرب للواقع، لدرجة تجعلك تشعر بأنه حقيقي وليس مجرد تمثيل. ربما لا يناسب هذا المشهد أصحاب القلوب الضعيفة، لقوة مصداقيته.
النجم سعيد قريش يثبت دائمًا أنه سيد الأدوار المركبة والصعبة، خاصة عندما يتعاون مع مخرج مبدع مثل محمد القفاص، مما يضمن أن تكون الصورة النهائية للعمل بهذا القدر من الجمال والتألق.