بالتفاصيل.. قضية المراهنات السرية أو “توتونيرو” التي هزّت أركان الكرة الإيطالية

الكأس – ظفر الله المؤذن
تتصدر الكرة الإيطالية أكبر قضايا الفساد في العالم. كانت الفضيحة الأبرز في عام 1980، أي قبل المونديال الإسباني بعامين، وارتبط اسم الهداف التاريخي لإيطاليا الراحل باولو روسي، لاعب يوفنتوس، الذي دفع ثمناً باهظاً، حيث قبع في السجن لمدة عامين.
وتكررت سيناريوهات الفضائح في عام 2006، حيث كان يوفنتوس بطل الفضيحة وتم تجريده من لقب “السكوديتو” وتهبيطه إلى دوري الدرجة الثانية بعد أن ثبت تورطه في شراء ذمم حكام مباريات الدوري.
قضية توتونيرو
في فبراير من عام 1980، كانت الكرة الإيطالية على موعد مع إحدى أبرز القضايا في تاريخها، القضية المعروفة باسم “توتونيرو”، حيث اتُّهمت عدة أندية بالتلاعب في النتائج والتورط في المراهنات، أبرزها ميلان ولاتسيو، اللذان تم إسقاطهما إلى دوري الدرجة الثانية. كما طال الاتهام العديد من اللاعبين، بينهم باولو روسي.
اتهم روسي بالتلاعب في نتيجة مباراة فريقه ضد أفيللينو في ديسمبر عام 1979، فحُكم عليه بالسجن وإيقافه عن اللعب لمدة ثلاثة أعوام، ثم خُففت العقوبة إلى عامين.
باولو روسي يدافع عن نفسه
دافع باولو روسي آنذاك قائلاً:
“كان يجب أن يدفع الثمن شخص مهم، وفهمت بسرعة أنني الضحية التي تم تعيينها. كنت كبش فداء لمنع أزمة أخطر وأعمق.”
وفي مونديال 1982، لعب المنتخب الإيطالي أسوأ مبارياته في مجموعته وكاد أن يخرج.
لعبت إيطاليا مبارياتها الأولى في كأس العالم دون تقديم أي شيء يُذكر، وتأهلت للدور التالي بفارق هدف عن المنتخب الكاميروني بعد أن تعادلت في جميع مباريات المجموعة التي ضمت بولندا، وبيرو، والكاميرون.
أصر مدرب إيطاليا آنذاك إنزو بيرزوت على استدعاء باولو روسي رغم اعتراضات الجميع، حيث قالوا له:
“أنت مجنون، اللاعب خرج للتو من السجن!”
ولكن بيرزوت رد قائلاً:
“سأكون العاقل الوحيد بعد المونديال.”
ومع أول مباراة لباولو روسي في كأس العالم 1982 ضد البرازيل، التي كانت تمتلك أحد أفضل الأجيال الكروية في التاريخ مثل زيكو وسقراط، كانت المفاجأة أن روسي سجل هاتريك في “السيليساو”، وانتهت المباراة بفوز إيطاليا 3-2.
باولو روسي: الفوز على البرازيل كان مباراة القرن
صرّح باولو روسي بعد المباراة قائلاً:
“أعتقد أن الفوز على البرازيل كان بمثابة مباراة القرن. كان الأمر عاطفيًا حتى الثانية الأخيرة.”
واصل روسي تألقه في نصف النهائي بتسجيل هدفين أمام بولندا، ثم افتتح التسجيل في النهائي ضد ألمانيا الغربية، ليقود “الأزوري” إلى اللقب الثالث لكأس العالم.
وفاة باولو روسي
في العاشر من ديسمبر 2020، أعلنت فيديريكا كابيليتي، زوجة باولو روسي، وفاته بعد تدهور حالته الصحية، تاركاً وراءه إرثاً عظيماً وإنجازات خالدة رغم المآسي التي واجهها في حياته.
شبح الإصابات وبداية المأساة
انضم باولو روسي إلى يوفنتوس في عمر 16 عاماً، لكنه لم يشارك في أي مباراة خلال سنواته الأولى بسبب الإصابات المتكررة، مما دفع النادي إلى إعارته. ومع ذلك، لم يحالفه الحظ مع الأندية الأخرى حتى واجه قضية “توتونيرو”.
دراما “كالتشيو بولي” وهبوط يوفنتوس
في عام 2006، تعرض يوفنتوس لفضيحة “كالتشيو بولي”، حيث تم تهبيطه إلى الدرجة الثانية مع خصم نقاط من رصيده. شملت الفضيحة أندية أخرى مثل ميلان، ولاتسيو، وفيورنتينا، وريجينا، وتم توقيع عقوبات على إداريين وحكام.
إصلاحات لاحقة
لتجنب تكرار مثل هذه الفضائح، تم إنشاء هيئات رقابية لتشديد العقوبات وملاحقة المتلاعبين بالروح الرياضية. ومع ذلك، لا تزال قضايا الفساد تطفو على السطح بين الحين والآخر.