مبارك الوقيان يكتب “من له حيلة فليحتال!”
إعلامنا الخليجي، على وجه الخصوص، وصل إلى مرحلة متقدمة، بغض النظر عن سلبياته وإيجابياته، إلى مرحلة أصبح فيها جزءًا لا يتجزأ من أي لعبة رياضية وعنصرًا ذا دور فعال فيها. فلم يعد بامكانه الاستغناء عنها، ولا هي بامكانها الاستغناء عنه، ونقصد هنا كرة القدم على وجه التحديد.
لكن هذا التقدم يحتاج إلى المزيد من العمل الجاد حتى يصل إلى مراحل متقدمة نستطيع خلالها أن نفتخر كخليجيين لما وصل إليه إعلامنا. ومن الأمور التي تساعد على هذا التطور المنشود هو إعطاء المجال أكثر لمزيد من الحريات لأصحاب الرأي وعدم حجب آرائهم بحجة سياسة القناة أو الصحيفة، التي نجد معظمها حبيسة قرارات ملاكها، نظرًا لمنهجية عملها الذي يرتكز على المدخول المالي، بغض النظر عن المضمون الفعلي للتطور الإعلامي المتوقع.
الطامة الكبرى هي ما يحدث في بعض القنوات الحكومية، التي يفترض عليها أن تعامل الجميع وفق مسطرة واحدة دون تفرقة، إلا أننا نجد العكس فيها، حيث نلاحظ وجود بعض الأحزاب والتكتلات أو “ربع الديوانية” يسيطرون على معظم البرامج فيها، وبالتالي تصبح تلك البرامج ضعيفة الأداء وتكون سبباً رئيسياً في هدر المال العام للدولة، نظرًا للمبالغ المالية الضخمة التي تصرف عليها، ولكن دون فائدة حقيقية يستفيد منها المشاهد أو يثري معلوماته بما يرى.
أعلم جيدًا أن الكمال لله وحده، والخطأ وارد، ولابد أن يكون هناك قصورًا كبيرًا في أي عمل، سواء كان إعلاميًا أو غيره من الأمور الحياتية الأخرى. ولكن المصيبة عندما يتحول المنبر الإعلامي التلفزيوني إلى أداة بيد من هم ليسوا متخصصين بهذا الجهاز الخطير، وتأتي بعد ذلك النتائج السلبية المليئة بالتلوث الفكري من خلال استقطاب عدد ممن يسمون أنفسهم محللين، وهم بالأساس دون أي تاريخ أو خبرة رياضية تساعدهم على الظهور بشكل مميز.
الإعلام، على حسب ما درسته وتعلمته طوال 34 سنة ماضية، هو حرية ومسؤولية ورسالة هادفة لتصحيح الاعوجاج الموجود في محيطنا الميداني الذي نعيشه. ولكن للأسف، ما نشاهده ونتابعه أمر محزن ومخجل بعد أن أصبح عمل الإعلام لكل من هب ودب، وأصبح كل من يظهر على شاشة التلفاز إعلاميًا، وهو لم يكتب خبرًا ولا مقالًا ولا أجرى أي حوار مع أي مسؤول في صحيفة ما.
وأصبح الآن الكل إعلاميًا، سواء كان مذيعًا أو ناقدًا أو محلل مباريات أو حتى لاعبًا سابقًا لا يعرف “الخبر من المبتدأ”. غير مكترثين بعواقب خطورة هذا العمل بعد أن الغوا تصنيفهم والتصقوا بكلمة إعلامي.
آخر الكلام: إعلامنا مختطف.!