الكرة السعودية

قهوة “البديعة” في قفار.. زارها الأمراء والسفراء والوفود الغربية

 

 

الكأس – عثمان الشلاش

 

 

تعدُّ قهوة “البديعة” الواقعة في الطرف الجنوبي الغربي من غياض في بلدة قفار التاريخية إحدى أهم المعالم الأثرية البارزة التي تعكس نمط البناء الطيني العربي الأصيل في منطقة حائل، ويتكون بناؤها من الطين والأخشاب المستمدة من البيئة المحلية.

 

وتعود ملكية القهوة إلى أسرة “البديعة”، وهي إحدى الأسر المنحدرة من آل مفيد من ذرية فرج الحميضي من بني العنبر من قبيلة بني تميم، الذين ابتنى أجدادهم بلدة قفار التاريخية في منطقة حائل منذ مئات السنين، واشتهر رجال هذه الأسرة بالحمية والسماحة والجود والشجاعة، وفي الكريم سالم بن محمد البديعة – رحمه الله – يقول الشاعر المعروف عبدالمحسن بن حمود الهذيلي:

 

عقب الحميضي يرفعون التراحيب

والشيخ سالم ناب عن كل من غاب

 

وقال الشاعر عبدالعزيز اليحيان، في أسرة “البديعة” مادحًا:

 

من هجرة اللي بعث للخلق مختار

والنقش واضح بالمراجل جديدي

للبديعة واللي بنو مجد ما انهار

وعدّ الكرم دايم وعدّ المفيدي

 

ومن رجال هذه الأسرة الكريم إبراهيم بن سالم البديعة، وهو رجل معدود كرمًا ووفاء وسماحة، وأكثر الشعراء في مدح جوده والثناء على صفاته وأخلاقه الحميدة، يقول فيه الشاعر سعيد الأكلبي:

 

أنت راع الأولى في المجي وفي المراح

وأنت تضمن طيحة الخصم قدام المطيح

أنت راس الحرب لا جاء المعارك والصياح

وأنت راع المنع لا جاك مضيومٍ يصيح

 

كما مدحه الشاعر زيد الغنام، بقصيدة طويلة، منها قوله:

 

سلم على رجلٍ يشيخ بفعله

وعلومه تصدر مع نشراته

رعى من الأمجاد مجدًا خالدًا

يحيّر روات الشعر ودهاته

 

وعن تاريخ القهوة، أوضح الأستاذ إبراهيم بن سالم البديعة لصحيفة “الكأس” أن تاريخ بناء القهوة يعود إلى عام 1202هـ، وأنها مبنية من جدارين سميكين متقابلين على شكل العروق مملوء ما بينهما بالتراب، وهو ما يضمن قوة المبنى وتأمينه. وأضاف البديعة أن المبنى لا يزال متماسكًا ويعكس أساليب البناء القديم باستخدام المواد الطينية وخشب الأثل وخوص وجريد النخيل المستمدة من بيئة قفار.

 

وبيّن البديعة أن ارتفاع القهوة يصل إلى 9 أمتار، وأن القهوة تتألف من أربع مضافات، اثنتان منهما شتوِيَّتان، والأخريان صيفيَّتان، موضحًا أن هناك برجين ملاصقين للقهوة، أحدهما في جهتها الشمالية الغربية والآخر في جهتها الشرقية، وهما مصممان على الطراز النجدي القديم.

 

وعن كامل المبنى الأثري القديم، أوضح البديعة أن القهوة جزء من المنزل القديم المحاط بسور كامل والمكون من عدة غرف للسكن وغرف لإعداد الضيافة، بالإضافة إلى بئر مطوي ومجر السواني لاستخراج الماء من باطن الأرض.

 

وختم الأستاذ إبراهيم البديعة حديثه بأن القهوة تعد أحد المباني القديمة ذات الطابع الأثري الفريد، حيث تم فيها استضافة العديد من الأمراء والسفراء والوفود الغربية والضيوف من جميع مناطق المملكة العربية السعودية ومن الدول الخليجية والعربية، وكذلك ضيوف من بعض دول العالم، وعلى رأس من زارها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن مقرن، نائب أمير منطقة حائل، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، الرئيس السابق للهيئة العامة للسياحة والآثار في المملكة العربية السعودية، وأعضاء من الكونغرس الأمريكي، وسفراء بعض الدول، ووفود غربية وأجانب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com