حسين القلاف يكتب “استحواذ أعوج”
![](https://al-kas.com/wp-content/uploads/2025/02/IMG-20250208-WA0224.jpg)
استبشرنا جميعاً نحن كسعوديين منتمين لهذه الأرض الطيبة والمعطاءة في ظل قيادة ذات رؤية ثاقبة بالخطوات والمبادرات الجميلة التي تصب في المصلحة العامة وتطوير القطاعات في شتى المجالات، وخصوصاً ما يتعلق بالشباب واحتياجاتهم، وأهمها الرياضة التي لها الأثر الأبرز في صناعة الشباب وصياغته صياغة حسنة وإبعاده عن الملهيات الضارة.
ومن أهم الخطوات التي بدأتها القيادة الحكيمة في البلاد هي بدء المراحل الأولى في خصخصة بعض الأندية، والتي بدأت في الظهور بشكل سريع جداً نظراً لوجود الإمكانيات الهائلة والضخ المالي في صناعة الرياضة، والتي من المرجح أن تعود بالفائدة على تطور الرياضة ككل. غير أن بعض الأندية اتجهت إلى شراء اللاعبين لاختصار المدة الزمنية للإنجاز، وهذا مع الأسف يتنافى مع المنهج الحقيقي للاستثمار في الرياضة، إذ إن المنظومة الرياضية ستكون في حالة شراء دائم دون العمل على قاعدة صلبة تكون داعمة بشكل تدريجي لجميع الفئات.
ومن المعروف أن المنظومة يتم تهيئة جميع مقومات النجاح لها من بنى تحتية ودعم مادي، مما يتيح إنشاء أكاديميات لصناعة الأبطال، بدلاً من شراء اللاعبين المبدعين من الأندية الأخرى وإضعاف الأندية المجاورة عن طريق المادة. ولم يقتصر ذلك على اللاعبين الكبار، بل اتجه إلى اللاعبين الصغار بشكل مباشر دون الرجوع إلى أنديتهم، بإغراء أهاليهم بالمال.
وبهذه الخطوات غير الرياضية، ستكون رياضتنا في جميع الألعاب محصورة في أندية معينة فقط، دون وجود العامل الرئيسي للإبداع الدولي وهو المنافسة المحلية، إذ ستكون أندية الاستحواذ هي المسيطرة على الرياضة، وسنرى أندية تنسحب من الساحة الرياضية في بعض الألعاب بشكل تدريجي إن لم يكن لوزارة الرياضة وقفة وموقف صريح في إيقاف هذا العبث، حتى تكون رياضتنا مبدعة ونشطة محلياً ودولياً، إذ إنه لا يمكن أن نبدع دولياً دون أن تكون هناك منافسة محلية حقيقية.