مقالات رأي

حسن السلطان يكتب “حوبة الدوسري ولعنة جوتمان”

 

 

تعود لعنة جوتمان إلى عام 1963م عندما حقق المدرب المجري إيمري جوتمان مع نادي بنفيكا البرتغالي لقب الدوري مرتين، بالإضافة إلى فوزه ببطولة دوري أبطال أوروبا مرتين متتاليتين أمام نادي برشلونة ونادي ريال مدريد. عندما شعر جوتمان أنه يستحق زيادة في الأجر، رفضت إدارة النادي مطالبته، مما جعله يغضب ويقرر مغادرة النادي، حيث قال عبارته الشهيرة: «بنفيكا لن يتوج بأي بطولة أوروبية لمدة 100 سنة مقبلة». ومنذ تلك اللحظة، بدأ بنفيكا في خسارة النهائيات الكبرى في دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي والتي وصل عددها إلى سبع مرات، مما جعل محبي النادي يعتقدون أن لعنة جوتمان قد أصابت الفريق. ورغم محاولات النادي التكريمية لجوتمان، فقد استمرت هذه اللعنة حتى يومنا هذا.

 

وفي سياق مشابه، نجد أن نادي الاتفاق ربما يعاني من لعنة مماثلة منذ صعوده إلى دوري المحترفين بعد هبوطه إلى دوري الدرجة الأولى، هذا اللغز المحير الذي لا يمكن تفسيره بشكل منطقي جعل الفريق يعيش سنوات من الفراغ الرياضي، حيث لم يحقق أي إنجاز يذكر سوى المركز الرابع في الدوري السعودي في عام 2018، بينما فشلت محاولاته في الوصول إلى مراحل متقدمة في كأس الملك، وهو ما يعتبر إنجازًا كبير لأندية أقل مستوى منه.

في هذا الموسم، كانت الآمال معلقة على تحقيق بطولة ضعيفة مثل كأس الأندية الخليجية، لكن الفريق خرج بشكل غريب من نادي دهوك العراقي، مما زاد من حيرة الجماهير والإدارة على حد سواء.

 

ربما يعود السبب في ما يحدث إلى حوبة الرئيس السابق عبدالعزيز الدوسري، الذي ارتبطت به جميع بطولات الاتفاق، حيث قاد النادي لتحقيق العديد من الإنجازات حتى رحيله عن النادي بطريقة تفتقر إلى التقدير المناسب لتضحياته الكبيرة التي قدمها للنادي حسب وجهة نظر الكثير.

شخصيًا، أرى أن رحيله كان ضروريًا بعد أن مكث الاتفاق في دوري الدرجة الأولى لموسمين، لكنني لا أوافق على الطريقة التي تمت بها عملية التغيير في إدارة النادي، والتي تركت جرحًا عميقًا في قلوب بعض محبي النادي و قسمت الجماهير إلى معسكرين، ولا يزال في الإدارة الحالية بعض الأسماء التي كانت لها يد كبيرة في هذا التغيير الذي حدث آنذاك.

 

حوبة أبو محمد أو ما يمكن تسميتها في أوروبا بـ “لعنة” قد تكون السبب وراء تراجع النادي في السنوات الأخيرة. هذه اللعنة، التي ما زال يعتقد البعض أنها تؤثر في فريق الاتفاق، و قد تستمر إذا استمرت بعض الأسماء التي لا تزال موجودة في الإدارة، لا شك أن الرئيس الذهبي عبدالعزيز الدوسري لا يزال يحمل في قلبه الكثير من الألم بسبب الطريقة التي رحل بها عن النادي، وهذا الجرح ربما يؤثر طويلًا في مسيرة النادي.

 

في النهاية، إذا استمر الحال على ما هو عليه، قد يستمر فريق الاتفاق في عيش هذه اللعنة التي تجلب له الفشل في اللحظات الحاسمة، تمامًا كما حدث مع بنفيكا طوال العقود الماضية، فهل سيكون هناك يوم تنكسر فيه هذه اللعنة ويعود الفريق إلى سكة الانتصارات؟ هذا ما ستكشفه السنوات المقبلة، لكن ما لا شك فيه أن جماهير الاتفاق تتطلع إلى حقبة جديدة بعيدة عن لعنة الدوسري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com