مقالات رأي

محمد العتيبي يكتب:” الهلال.. مصير مجهول أم غمّة وتنجلي؟”

 

 

نادي الهلال، زعيم أندية آسيا قاطبة، وصاحب التاريخ الحافل، ومؤسس ثقافة الفرح لدى جماهيره، يمرّ هذه الأيام بمرحلة عدم استقرار، وعلى أعتاب مرحلة جديدة قد تفتح معها الأبواب على مصراعيها نحو مصير غير محدد المعالم.

 

فالهلال فقد مكتسبات كبيرة حققها في الموسم الماضي وبداية هذا الموسم، بعد تتويجه بأربع بطولات متتالية، ليضع أكثر من علامة استفهام حول مستقبله، الذي بات حديث الشارع الرياضي.

 

ولم يكن الحديث محليًّا فحسب، بل تعدى ذلك إلى مستوى القارة الآسيوية، حيث يشارك في بطولتها النخبوية، وكذلك على المستوى العالمي، من خلال مشاركته الرابعة عالميًا، والأولى في نسخة جديدة من نوعها.

 

الهلال اليوم يعيش حالة ترنح على مستوى الأداء والنتائج، إلى جانب عدم استقرار فني بقيادة مدربه البرتغالي خورخي خيسوس، ما تسبب في فقدان الثقة بين الجماهير والمدرب والإدارة، وأشعل حالة من الغضب في الأوساط الهلالية.

 

وهذا الغضب له أسبابه، فطموحات الجماهير الهلالية لا تتوقف عند بطولة واحدة، بل اعتادت على المنافسة الدائمة والنتائج المبهرة. وهذه المطالبات ليست رفاهية، بل قدر الهلال على مستوى النادي والمشجع.

 

ولعل المتابع لما يمر به الهلال في هذه الفترة العصيبة يدرك أن تراجع المستوى الفني يعود إلى عدة عوامل نفسية وفنية وإدارية، من أبرزها:

 

1. الغيابات المؤثرة

بسبب الإصابات، وعلى رأسها غياب المهاجم الفتاك ألكسندر ميتروفيتش، الذي أثّر كثيرًا على الفاعلية الهجومية، رغم وجود البديل ماركوس ليوناردو.

 

2. تراجع جماعي في المستوى الفني

شمل عدداً من اللاعبين الأساسيين، مثل بونو، كوليبالي، علي البليهي، سافيتش، مالكوم وحتى سالم الدوسري.

 

3. تخبط المدرب خورخي خيسوس

في الخطط والتكتيك، وعدم قدرته على إنقاذ الفريق فنيًا، إلى جانب تعنته في بعض القرارات الفنية.

 

4. غياب مبدأ التدوير

بسبب إشراك العناصر الأساسية في مباريات أقل أهمية، كمواجهة الوصل، دون منحهم الراحة اللازمة.

 

5. تفريغ دكة البدلاء

برحيل عدد من الأسماء المؤثرة بفعل قرار قيد 25 لاعبًا، ما أدى إلى خروج لاعبين مهمين مثل: سعود عبدالحميد، محمد البريك، سلمان الفرج، مصعب الجوير، وصالح الشهري.

 

6. الاحتقان الجماهيري

الذي أوجد فجوة بين بعض الجماهير واللاعبين، كما حدث مع البليهي، مالكوم، وسافيتش.

 

إن وضوح أسباب التراجع لا يعني شيئًا إن لم يُقابَل بحلول فعلية. على إدارة الهلال أن تتعامل مع الموقف بحكمة، بداية من الجلوس مع المدرب لمناقشة أسباب التراجع، والتوصل إلى حل وسط، فإما أن يتراجع عن قناعاته، أو أن يرحل غير مأسوف عليه، فالهلال كيان كبير لا يتوقف على أحد مهما علا اسمه أو مكانته.

 

كما أن الاستقرار الجماهيري بات مطلبًا، والدعم في الأوقات الصعبة واجب.

فترة التحفيز يجب أن تُفعَّل نفسيًا ومعنويًا، والابتعاد عن الضغط على اللاعبين هو المفتاح لتحسين الأداء واستعادة الهوية الهلالية المعهودة.

 

 

ختامًا…

هل وصل الهلال إلى مصير مجهول وفقد هويته؟

أم أنها غمّة وستنجلي قريبًا ويعود الزعيم كما عهدناه؟

السؤال مفتوح.. والإجابة قادمة من داخل أسوار الزعيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com