يحيى العمودي يكتب :”آسيا.. سعودية”

لطالما تجرعنا كثيرًا مرارة التسلط الآسيوي على المنتخبات والأندية السعودية في المحافل الخارجية، ولطالما شاهدنا المحاباة المستمرة لأندية ومنتخبات شرق آسيا في العديد من البطولات. وما إن عملت وزارة الرياضة على تحسين مستوى الدوري السعودي ورفع الجودة الفنية للأندية، حتى شاهدنا ومع أول موسم، ما يمكننا أن نتخطى به قوة فرق شرق آسيا. ولم تكن الاستضافة السعودية للبطولة المجمعة هذا العام والعام المقبل إلا تأكيدًا على أحقية السعودية في الاستضافة، بفضل إمكانياتها وملاءتها المالية واستعدادها التام لاستضافة ما هو أكبر وأضخم من بطولة نخبة فرق آسيا. وبكل تأكيد، ما نملكه من مستوى فني يقنع الجميع بلا استثناء، سواء بما يقدمه الهلال والنصر والأهلي هذا الموسم، أو بما سنراه من الاتحاد وربما القادسية أيضًا الموسم القادم.
واليوم الثلاثاء، سنُري القارة الآسيوية كيف يكون المستوى الفني المميز حين يتواجه الهلال والأهلي، وحين يلعب النصر غدًا ضد كاواساكي الياباني، الذي لا نريده أن يحقق المفاجأة على حساب النصر. وعلى النصراويين أن يدركوا جيدًا أن الفريق الذي يتخطى 120 دقيقة بالفوز ينتشي كثيرًا ليتخطى ما بعدها، وعلى أمل أن نصل للنهائي الآسيوي الكبير بفريقين سعوديين، ليكون التتويج بأبهى حلة من على أرض سعودية.
—
أضواء متفرقة..
في إشبيلية، وفي البرنابيو، وفي جدة، بالثلاثة والأربعة والخمسة، في الكأس والدوري والسوبر، تم الاعتراف والتوقيع والختم على ما ينصه السياق التالي: “كرة القدم لا تعترف بالنجومية، بل تعترف بمن يخدمها ويعرف كيف يحركها، حتى ولو كان شابًا يافعًا (في الصف المتوسط) في مواجهة نجم (شباك عالمي) أيقوني يحمل في دولابه جوائز وميداليات بطولات العالم”.
من اللاماسيا إلى فليك، يكون التأسيس الصحيح للاعب الذي يرغب في تسطير اسمه مع الأساطير يومًا ما. هنا يجتمع عرابو التأسيس البدني والذهني للنشء مع عقلية تدريبية ألمانية (فاخرة) لا تعترف سوى بالعمل، ولا يهمها سوى الألقاب مهما تصعد الأمر!!
برشلونة بطل السوبر والكأس ويقترب كثيرًا من الدوري والأبطال (رباعية الموسم). قرار جريء واحد من السيد لابورتا كان خلف كل ذلك، إبعاد (ابن النادي) تشافي رغم التجديد له، وإحضار (الداهية) فليك بمجرد ما سنحت له الفرصة. هكذا يكون رئيس النادي على وعي ودراية وحنكة كبيرة بكرة القدم، ويعلم يقينًا أن النجاح أهم من (العواطف).
ربما لن نبالغ إن قلنا إن أفضل المدربين المتاحين في دوري أبطال أوروبا يتواجدون الآن في نصف النهائي: أرسنال أرتيتا والكرة الشاملة والتكتيك العميق، في مواجهة باريس إنريكي والهجوم الكاسح، وفي الجهة المقابلة برشلونة فليك والعقلية التي لا ترحم، في مواجهة إنزاغي إنتر واستثمار كل مربعات الملعب. حقيقةً، على الورق جميع الفرق الأربعة تستحق وتستطيع الوصول للنهائي الحلم.
لم يتمكن الاتحاد من جمع (الثنائية)، وربما للإصابات دور في ذلك، لكن ما شاركه فيه (العلا) بتحقيق البطولة الثانية في الموسم واللقب الأول لهم، كان عن جدارة واستحقاق. بعد عمل دؤوب وخسارة بطولتين، كان الأمل الأخير، وكان للصقر والسويلم وزملائهم الكلمة الأخيرة لموسمهم. فحق لهم الفرح، ومبارك لهم أبطالًا للمربع الذهبي.
يتبقى في الموسم السلوي نهائي كأس الوزارة. فهل (ينصف) الاتحاديون أنفسهم بلقب ثانٍ هذا الموسم، أم سيفرض (الأهلي) حضوره على المائدة مشاركًا للاتحاد والعلا ألقاب هذا الموسم؟! لن ننتظر كثيرًا، فموعدنا الأسبوع القادم لمعرفة ذلك.