لماذا يغيب التخطيط السليم عن أغلب البلاد العربية؟

الكأس – يحيى السويد
يؤدي غياب التخطيط السليم، وعدم احترام الرزنامة الكروية، والبعد عن الاحترافية والتنظيم، بالإضافة إلى العديد من العوامل السلبية الأخرى، إلى عدم تحديد مواعيد واضحة لانطلاق وختام المسابقات المحلية في العديد من البلدان العربية، بما فيها دول تُعتبر كروياً متطورة على صعيد المنتخبات.
في المقابل، فإن البلدان التي تمتلك إستراتيجية واضحة وتخطيطاً سليماً، وتحترم مسابقاتها وجماهيرها، أنهت موسم 2024/2025 بنجاح، بل وأعلنت عن موعد انطلاق الموسم المقبل، متبعة نهج الدول المتقدمة، لا سيما الدوريات الأوروبية.
أما في بعض الدوريات العربية، فرغم حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، لا تزال المنافسات مستمرة، مما يشكل ظلماً كبيراً للاعبين، والحكام، وحتى الجماهير التي تتابع فرقها، خاصة وأن معظم هذه المباريات تُقام في النهار، وتحت أشعة الشمس الحارقة، في أجواء معروفة بقسوتها في البلدان العربية.
—
دوريات منتظمة:
أثمر التخطيط السليم، والاستراتيجيات الواضحة، والرزنامات المنضبطة، عن مواسم ناجحة بكل المقاييس، حيث اختُتمت الدوريات كما خُطط لها:
في السعودية، انتهى الموسم بنجاح لافت، وتُوج الاتحاد بلقب الدوري للمرة العاشرة في تاريخه.
في الأردن، حيث يُقدم مثالاً يُحتذى به في التخطيط، احتفظ الحسين بلقب الدوري للمرة الثانية على التوالي، وهو اللقب الثاني في تاريخ النادي.
نادي الكويت توج بلقب الدوري الكويتي للمرة الرابعة توالياً، والـ20 في تاريخه.
نادي السد احتفظ بلقب الدوري القطري للمرة الثانية على التوالي، والـ18 في تاريخه.
شباب الأهلي دبي عاد لمنصة التتويج في الدوري الإماراتي لأول مرة منذ موسم 2006/2007، محققاً اللقب التاسع في تاريخه.
في سلطنة عمان، احتفظ السيب بلقبه للموسم الثاني توالياً، واللقب الرابع في تاريخه.
المحرق البحريني استعاد لقب الدوري للمرة الأولى منذ موسم 2017/2018، معززاً رقمه باللقب الـ34.
وهذا يفسر التطور الملحوظ الذي تشهده كرة القدم في منطقة الخليج العربي.
—
الشطر الإفريقي:
في تونس، احتفظ الترجي بلقب الدوري، رافعاً رصيده إلى 34 لقباً.
نهضة بركان المغربي توج بلقبه الأول في الدوري المغربي.
في الجزائر، احتفظ مولودية الجزائر بلقب الدوري، ليصل إلى لقبه التاسع.
حتى في موريتانيا، انتهى الدوري بتتويج بطلَين:
الهلال السوداني تُوج بلقب شرفي كمشارك استثنائي بسبب ظروف الحرب في بلاده.
نواذيبو، الفريق المحلي، احتفظ بلقبه للمرة الثالثة توالياً، والـ13 في تاريخه.
في الصومال، توج مقديشو سيتي بلقبه التاسع.
—
دوريات لم تنتهِ:
في فلسطين واليمن، لم تُقم الدوريات لأسباب معروفة ومفهومة للجميع.
يُلتمس العذر كذلك للدوري السوري، الذي يُستكمل حالياً بطريقة جديدة.
لكن ما عذر الدوري العراقي الذي لا يزال مستمراً في عز الصيف؟
فقد وصل إلى جولته الأخيرة، مع العلم أن الشرطة تُوج باللقب قبل 3 جولات، رغم توفر الملاعب الجيدة.
في لبنان، لا يزال الدوري مستمراً، ويتصدر الأنصار جدول الترتيب.
أما في إفريقيا، فلا تزال الدوريات قائمة في مصر وليبيا، في ظروف صيفية صعبة.
—
والسؤال المطروح:
طالما أن المناخ متشابه في معظم البلدان العربية، سواء في الشطر الآسيوي أو الإفريقي،
فلماذا لا تحذو اتحادات الكرة العربية حذو الدول المتقدمة، وتضع رزنامات دقيقة ومدروسة،
بحيث تنهي مسابقاتها بالشكل الأمثل وفي الوقت المحدد؟