مقالات رأي

يعقوب آدم يكتب:” المونديال فقد بريقه بخروج الهلال”

 

خسارة الزعيم الآسيوي، الهلال السعودي، المفاجئة أمام فلومينينسي البرازيلي بالهدفين الاستروبيا أفقدت المونديال فارسًا من أمضى فرسانه؛ فقد كان يمنح مباريات البطولة نكهة كروية تشبع شغف الجماهير الذوّاقة للفن الكروي الرفيع. جاءت هزيمة فلومينينسي لتضع حدًّا لمغامرات الهلال في البطولة وتقذفه خارج أتون المربع الذهبي لأكبر بطولات الأندية في العالم، فتمثِّل صدمة قوية لكل عشاق الكرة العالمية والعربية والآسيوية والخليجية والسعودية، نظرًا للأداء الراقي والروح القتالية التي أظهرها فتية الهلال الأشاوس في كل مراحل البطولة، من دورها التمهيدي مرورًا بدور الستة عشر وانتهاءً بربع النهائي. لقد قدّموا صورة مشرِّفة للكرة السعودية والعربية، وكتبوا أسماءهم بحروف من نور في سجلات المونديال. وللأمانة، لم يكن الهلال يستحق الخسارة أمام الفريق البرازيلي الذي لا يُضاهي مانشستر سيتي مكانة ولا تاريخًا ولا عراقة ولا إنجازات، ولكنها كرة القدم التي كثيرًا ما تكشر عن أنيابها للفريق الأكثر عطاءً وإبداعًا، وهو ما كان عليه الهلال في موقعة فلومينينسي.

فاز الفريق البرازيلي بأخطاء لاعبي الهلال؛ إذ فشل الظهير البرتغالي كانسيلو في تشتيت الكرة بصورة صحيحة أو إخراجها إلى الركنية، ليهديها للجناح البرازيلي الذي مررها إلى زميله فصوّبها بقوة في المقص العلوي لمرمى بونو، رجل المباراة الأول. أما الهدف الثاني فجاء وسط شرود من لودي ومتعب الحربي، اللذين وقفا يتفرجان على اللاعب وهو يسدد براحة. وفي خضم ذلك، تحامل حكم اللقاء على الهلال، متغاضيًا عن احتساب ركلتي جزاء أوضح من الشمس في رابعة النهار، ليسلب الزعيم حقًّا مشروعًا أقر به عدد من محللي القنوات الفضائية. ومع ذلك، كسب الهلال تعاطف المراقبين والفنيين والنقاد وترك صورة حسنة في قلوب الجماهير بمختلف جنسياتها وسحناتها.

((حاشية))

قدّم أكثر من نجم هلالي نفسه في المونديال بصورة مثالية تجعله محط أنظار السماسرة في كبرى الأندية الأوروبية. فقد أثبت لاعبو الهلال أنهم لا يقلّون عن لاعبي أوروبا في شيء، بل ربما يفوقونهم عدةً وعتادًا. وأكاد أجزم بأن أعين السماسرة رصدت أكثر من لاعب هلالي لنقله إلى الدوريات الأوروبية؛ فما قدّمه السنغالي كوليبالي يفوق الوصف، وما أظهره النجم كنو يجعله مطلوبًا في كبرى الأندية، بينما تجاوز أداء ناصر الدوسري حدود الخيال. أما الحارس الأسطورة بونو فيستحق مجلدات ومعلقات؛ فهو ليس رجل الهلال الأول فحسب، بل رجل المونديال بأكمله، وسيكون بلا شك محط أنظار السيتي، والبايرن، وتشيلسي، والريال، وباريس سان جيرمان، وغيرها من الأندية العالمية. لقد أكد نجوم الهلال أنهم عالميون بكل ما تحمل الكلمة من معنى ومدلولات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com