غرم الله الزهراني يكتب:” النتائج صفر.. والدعاية مئة! هذا هو موسم الهلال”

في زمن تُقاس فيه الأندية بمنجزاتها لا بالشعارات المعلّقة على الجدران، يقف الهلال أمام موسمٍ خالٍ من الذهب. موسم كان من المفترض أن يكون تاريخيًا بحجم ما ضُخ فيه من صفقات وأسماء، لكنه انتهى دون أن يترك في الذاكرة سوى علامات استفهام.
الهلال خرج من كأس الملك.
خسر الدوري بعد أن كان الأقرب.
سقط في آسيا رغم الحديث عن “السيطرة”
وغادر كأس العالم للأندية من ربع النهائي أمام فريق اشبه بالكهول!
كل هذا وسط ترسانة من النجوم، وصفقات هي الأعلى على مستوى المنطقة، وجهاز فني هو الأغلى عالميًا. فهل كانت هذه التوليفة لأجل المشاركة فقط؟ وهل يُعقل أن يُحوَّل الخروج من البطولات إلى سردية بطولية بديلة عن الإنجاز الحقيقي؟
وحين خفت وهج البطولات، برز خطابٌ بديل لا يقل غرابة: تم الترويج لرواية “الهلال ذهب وحيدًا”، وكأن الغاية إقناع الشارع الرياضي بأن هذا الخروج بلا ذهب كان بطولة في حد ذاته، ومحاولة لتضليل الرأي الشارع الرياضي بأن الهلال لم يحظَ بأي دعم، في حين أن كل الوقائع تشير إلى العكس تمامًا.
حين يغيب التتويج، لا يكفي الحديث عن “المنافسة”.
وحين يُستبدل الذهب بالتصفيق، تتغير معايير النجاح بشكل مخيف.
الهلال هذا الموسم لم يكن ينقصه شيء سوى الترجمة الفعلية لما أُنجز خارج الملعب، إلى ما يُحسم داخله. لكن ذلك لم يحدث ولا ينفع معها تعليق الفشل على “الظروف” أو “التحكيم”.
والمفارقة أن بعض الأصوات لا تزال تروّج لما جرى وكأنه إنجاز، وتحاول تكييف الخروج من كل البطولات على أنه “تشريف”، وهي نغمة تخالف واقع الهلال الذي ختم موسمة صفري .
في الختام، لا أحد يطالب بالمثالية المستحيلة، لكن حين يتحوّل موسم كامل إلى سلسلة من الوداعات، من حق الجمهور أن يسأل: أين الفعول التي نتغنى بها؟
وما الفائدة من امتلاك “لاعبي الكوكب” إذا كان الحصاد صفرياً؟